ستبقى المملكة أبد الدّهر مركزاً دينياً وحضارياً تهفو إليه قلوب المسلمين من كل مكان ">
باكستان - خاص بـ(الجزيرة):
أكّد فضيلة الشيخ عطاء الله شهاب مستشار رئيس الوزراء الباكستاني (سابقاً)، نائب رئيس جمعية علماء الإسلام، جلجت بلتستان رئيس منظمة المعهد الإسلامي لإدارة المعرفة والتنمية (IIKMAD) أنّ المملكة العربية السعودية ستبقى -إن شاء الله- أبد الدهر مركزاً دينياً وحضاريا تهفو إليه قلوب المسلمين من كل مكان ففيها مكة والمدينة والحرمان الشريفان، ومهبط الوحي وكعبة الله التي هي قبلة المسلمين جميعاً ومن ثم فإن المسلمين أياً كانت جنسيتهم يحسبون المملكة العربية السعودية مركزاً لهم وبلداً ثانياً لهم.
وقال في حديثٍ لـ(الجزيرة) ومما لا يختلف فيه اثنان أن ما تقوم به المملكة العربية السعودية من جهود في الحج والعمرة والحرمين الشريفين مدعاة للفخر والاعتزاز، وهو شرف عظيم شرف الله به هذه البلاد وقادتها في القيام بخدمة الحرمين الشريفين وحجاج بيت الله الحرام والمعتمرين الذين يفدون إلى هذه البلاد من كل مكان ويتعجب الحاج والمعتمر من جهود المملكة وخدماتها وإنفاقها مئات المليارات على توسعة الحرمين الشريفين وتسوية المشاعر وإنشاء الطرق والجسور والأنفاق وعشرات المستشفيات ومئات المراكز الصحية وتأمين مياه الشرب العذبة والأغذية وما إلى ذلك من التسهيلات خدمة للمسلمين من الحجاج والمعتمرين والزائرين.. مشيراً إلى ما تبذله المملكة من جهود في مجالات شتى بهدف خدمة الأمة الإسلامية فمثلاً في مجال الدعوة والإرشاد فإنها تبعث عدداً كبيراً من العلماء والدعاة إلى الخارج لنشر الدعوة في مختلف أنحاء العالم. وقد تميزت رابطة العالم الإسلامي بإنشاء معهد لإعداد الأئمة والدعاة الذي يستفيد منه المسلمون من مختلف بلاد العالم، بالإضافة إلى المعاهد والمدارس التي أقامتها المملكة العربية السعودية في دول مختلفة.
وفي مجال الإغاثة والمساعدات المالية فقد أسهمت المملكة إسهاماً بارزاً لامثيل له، ولا تقصر المنظمات السعودية ومؤسساتها الإغاثية في خدمة المحتاجين والمتضررين والمنكوبين في مشارق الأرض ومغاربها.
وكشف نائب رئيس جمعية علماء الإسلام إن السعودية من أوائل البلاد التي اعترفت بباكستان عام 1947م ووقفت معها في الضراء والسراء منذ استقلالها، ولها وقفات عديدة لانظير لها، ويأتي هذا الارتباط العميق والعلاقة المتينة من أجل وحدة البلدين ديناً وثقافةً وفكراً.
وهذا ما يقلق الدول المعادية للملكة العربية السعودية وجمهورية باكستان الإسلامية فتجدها بين حين وآخر تحاول لهدم العلاقات المتينة بين البلدين الشقيقين، كما إنها أول من لبت نداء باكستان في عام 2005م لما شهدت زلزالاً عنيفاً هي حكومة خادم الحرمين الشريفين، حيث سخّرت المملكة حكومة وشعباً كل طاقاتها وقدراتها في خدمة المتضررين والمنكوبين، ولم تألُ جهداً في خدمة الشعب الباكستاني لما أصيبوا بكارثة الفيضانات التي أنتجت خسائر فادحة، وقد أنشأت السعودية مكتباً خاصاً لمساعدة المتضررين بالكوارث باسم «حملة خادم الحرمين الشريفين» يقع في إسلام آباد. فجزاهم الله خيراً جزاء على هذه الخدمات الإنسانية.
للمملكة العربية السعودية دور بارز في مجال إنشاء المساجد في مختلف بلاد العالم، ومن بين المساجد التي بنتها المملكة «جامع الملك فيصل» بإسلام آباد التي تعد تحفة معمارية نادرية من قبل الحكومة السعودية، ويتسع المسجد لـ300 ألف مصل، وتم بناؤه في عهد الملك فيصل -رحمه الله- بتمويل 120 مليون دولار.
ومن الجدير بالذكر أن حكومة خادم الحرمين الشريفين تمنح فرصة الحج والعمرة لمن لا يستطيعون تحمّل نفقات الحج والعمرة، أما السفارة السعودية في إسلام آباد وملحقاتها الدينية والدعوية والمؤسسات السعودية الأخرى فإنها تؤدي جميع مهامها بأفضل طريقة واستطاعت خلال السنوات الماضية إنجاز مشاريع ضخمة في مجال الدعوة والإغاثة وخدمة الشعب الباكستاني.
وطالب عطاء الله شهاب كل باكستاني أن يعترف بجهود السفارة السعودية، وخاصة مكتب الدعوة ورابطة العالم الإسلامي الذين ساعدونا في مجالات عديدة وسخروا كل طاقاتهم لدعم أهل جلجت بلتستان، سائلاً الله أن يتقبل منهم ذلك، كما اقترح على السفارة السعودية أن توسع نطاق خدماتها الدعوية والإغاثية وتركز خاصة على المناطق المتخلفة والنائية كإقليم بلوشستان والمناطق الشمالية (محافظة جلجت بلتستان).
وفق الله ولاة أمر هذه البلاد لكل خير وأعانهم وسدد خطاهم وجعل خدمتهم للحجاج والأمة الإسلامية في موازين حسناتهم؛ وحفظ المملكة العربية السعودية من كل سوء.. آمين يارب العالمين.