عماد المديفر
دائماً ما سعى ويسعى تنظيم الإخوان المسلمين الإرهابي إلى التقليل من مفهوم الوطن، والوطنية، مستهدفين تدريجياً نزع الولاء للوطن، وإلغاء الانتماء إليه من قلوب الجماهير المستهدفة، وبالذات في بلادنا الطيبة الطاهرة المباركة..
... إذ إنهم يعتبرون الولاء لدعوتهم ولتنظيمهم الدولي الإرهابي الخبيث هو التوحيد الخالص لله..! تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً.. ويعتبرون أن ما سواها شرك مخرج من الملة! يقول الهضيبي المرشد الثاني للإخوان المسلمين بعد حسن البنا: «دعوة الإخوان المسلمين هي لا غيرها الملاذ والإنقاذ والخلاص، وعلى الإخوان ألا يشركوا بها شيئاً»!
أما مهدي عاكف المرشد السابق للتنظيم الإرهابي والذي سبق أن أعلن وقوفه صراحة مع الإرهابيين الحوثيين عملاء طهران في اليمن فيقول: «ليس هناك أحق من أن يقول الحق كما أنزل على قلب محمد إلا الإخوان المسلمون».. أي أن ما سواهم باطل وردة! وهو ما يفسره قول فتحي يكن - أمين عام الجماعة الإسلامية في لبنان فرع تنظيم الإخوان هناك وذي المواقف المعروفة في دعم حزب الله اللبناني-: «اليوم يشهد العالم ردة عن الإيمان بالله، وكفراً جماعياً عالمياً لم يعرف له مثل من قبل»!
إن أكثر ما يخشاه هذا التنظيم الإرهابي هو الولاء الحقيقي للدين ولولاة الأمر وللوطن.. لذا تجدهم يعتبرون دعوتهم الباطلة هي «الدين» وولاة الأمر هم (العلماء والدعاة) التابعين لهم، لا الحكام الحقيقيون الذي بايعتهم شعوبهم، إذ يسعون لوسمهم جميعاً دون استثناء بالعمالة للمستعمر الذي بزعمهم يتحكم بهم ومن خلالهم بالأمة ومقدراتها!
أما الوطن.. فلا وجود عندهم لشيء اسمه وطن.. إذ هدفهم ببساطة تقويض الأوطان وهدمها من الداخل، ساعين بكل السبل لزعزعة الثقة بين الحاكم والمحكوم، وشق الصفوف داخل البلاد العربية والإسلامية عامة، وفي بلادنا خاصة، كونها منبع النور والهدى، قبلة المسلمين، ومهد العروبة، وحصن الإسلام الحصين، متطلعين للفوضى والقتل والدمار.
يقول شيخ الإرهابيين ومُنَظِّرُهم سيد قطب: «ما الوطن إلا حفنة تراب عفن»..! وفي ذات السياق يجب علينا أن نفهم وصف ووسم أَيَّاً من رموز تيار الإخوان المسلمين وعناصره في السعودية - والمتسترين طبعاً كونهم لا يستطيعون التصريح بولائهم للتنظيم الإرهابي كي لا يقعوا عرضة للمحاكمة - وسمهم للمواطن الواعي لكل ما يحاك ضده وضد دينه ووطنه من هذه التنظيمات الإرهابية التي تدعي الإسلام وهو منها براء.. وسمهم له بالـ «وطنجي»!
لقد كرر أحدهم بأن خصمه هم «الجامية» و»الوطنجية» ولا غرابة في ذلك.. فهو يسير على خطى قدوته وإمامه سيد قطب.. تماماً كما سار اتباع القاعدة الذين شاهدنا جزءاً يسيراً من أعمالهم الإرهابية عبر وثائقي العربية المميز «كيف واجهت السعودية تنظيم القاعدة».. إلا أنه وأمثاله يعملون عمل الشق السياسي للتنظيم، فيما تمثل القاعدة في جزيرة العرب الشق العسكري.. خاصة إذا ما علمنا أن فكر القاعدة ليس إلا تطبيق عملي لأفكار سيد قطب.. شيخ خوارج هذا العصر.
صدق هذا البوق الرخيص الساعي للفتنة وشق الصفوف؛ فخصمه هم «الوطنجية».. إذ لا يعرف قيمة «الوطن» إلا أهله وأبناؤه الأوفياء المخلصون، فهم من يقدر عظمته، وقداسته، وعراقته، وأصالته.. فاعلم يا هذا أَنَّا نحن «الوطنجية» لأعظم وطن وأطهر وطن.. منبع العروبة، ومهد الإسلام.. فمن يتأمل أحداث المنطقة، وما نتعرض له من حملات إرهابية وإعلامية تستهدفنا وتستهدف نشر الفوضى والقتل والخراب؛ يعلم إلى ماذا يصبو إليه هذا وأمثاله من شق الصفوف، ونشر الكذب، والتخذيل.. وتعيير المواطنين بأغلى وأسمى ما يملكون في هذا الوجود.. حبهم وإخلاصهم لدينهم ومليكهم ووطنهم إيماناً وامتثالاً لقوله تعالى: {قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (162) سورة الأنعام، وقوله عز من قائل حكيم: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ} (59) سورة النساء.
نعم؛ نحن «وطنجية».. إذ نحن بلا وطننا وقادتنا وولاة أمرنا لا شيء.. نحن «وطنيون».. أوفياء.. مخلصون.. لديننا ومليكنا ووطننا، نحمد الله ونشكره أن أنعم علينا بأعظم قادة على وجه البسيطة في هذا العصر الحديث.. وأكرمنا سبحانه بأن وفقنا لأن تكون في أعناقنا بيعة لولاة أمرنا الذين هم منا وفينا، نحبهم ويحبوننا، ويبذلون لأجلنا كل غالٍ ونفيس، ونحن كذلك.. فـ»من مات وليس في عنقه بيعة، مات ميتة جاهلية»، وإن كانت بيعتنا لولاة أمرنا، وثقتنا التامة بهم، وطاعتهم في المنشط والمكره، والعسر واليسر، وعلى أثرة علينا، وأن لا ننازع الأمر أهله هي «الوطنجية».. فاعلم أن كل سعودي كذلك.. عسكريين ومدنيين.. نحمي ونفتدي ديننا وولاة أمرنا ووطننا بكل ما نملك.. حقيقة وفعلاً.. لا أشعاراً وخطباً، فهنا فريقان اثنان لا ثالث لهما: فريق الحق والخير.. فريق الولاء للدين والمليك والوطن، وفريق الباطل.. فريق الغدر والخيانة، فريق الإرهاب والعمالة، فريق الولاء للأعداء على حساب الدين والمليك والوطن. وليخسأ كل اخونجي عميل.