دونيس (يخبص) ويسلم المباراة لجروس.. ويُسقط الهلال ">
كتب - علي الصحن:
كان من الطبيعي أن يخرج الهلال البارحة خاسراً من الأهلي، فمدرب الهلال ما زال عاجزاً عن التعامل مع فريقه ولاعبيه بالشكل المطلوب، وما زال في كل مرة يؤكد عدم قدرته على رسم المنهجية المناسبة حسب كل فريق يواجهه، وإذا كان الفريق قد نجح في تجاوز سلسلة من المباريات بجهود لاعبيه في غالب الأحيان، فإنه يخسر عند مواجهة الفرق المنافسة والقوية الأهلي الإماراتي والاتحاد والأهلي، وهو ما يؤكد أن دونيس مدرب مرحلة، وقد انتهت، وأنه لم يعد قادراً لا على وضع تكتيك مناسب يبدأ به، ولا على تدخل يحدث الفارق، وهو ما ظهر جلياً في كلاسيكو البارحة!!
عندما تسرّبت تشكيلة الهلال قبل المباراة، وضع كثير من الهلاليين أيديهم على قلوبهم، وأدركوا أن فريقهم لن يكون بالشكل الذي يأملونه، وأن الأسماء الرئيسة في خط وسطه لن تستطيع مقارعة الوسط الأهلاوي القوي، وعندما بدأت المقابلة، وضح أن مخاوف الهلاليين كانت في محلها، وأن مدرب فريقهم قد قدّم فريقه على طبق من ذهب لجروس الذي عرف كيف يضع الطعم للهلاليين.. ليستمتع في النهاية مع لاعبيه وأنصارهم بطعم الفوز الذي جاء فائق النكهة.. فقد فاز على الهلال، وفي الرياض، وتساوى معه في النقاط!!
من مجريات المواجهة أدرك المتابع العادي قبل المتخصص الفني أن ممرن الهلال لم يقرأ منافسه ولا يعرف موازين القوى والضعف فيه، وأنه بدا مخدوعاً بما قدمته فرقة جروس أمام هجر والفيصلي في الجولتين السابقتين، فقد (خبصها) دونيس عندما لعب بكريري كمدافع ثالث!! وهو اختراع لم يسبقه إليه أحد.. وربما لن يتبعه بعده أحد!! ثم ورط فريقه وورط لاعبه سلمان الفرج بمشاركته كلاعب محور، لتتوالى كراته المقطوعة (كالعادة) وتشكل ضغطاً على فريقه!!
ولم تتوقف أخطاء ممرن الهلال دونيس عند هذا الحد، فقد أوكل صناعة اللعب في فريقه للثنائي سالم وعزوز وهذا الثنائي لا يلام (خاصة سالم) على سلبيته وغيابه التام، وعدم قدرته على صناعة الكرات للمهاجمين، فمن يلام هو مدربهم الذي يراهن عليهم رغم أنهم لم يقدموا أي شيء منذ مواسم وليس هذا الموسم فحسب!!
أما لقطة الهدف الأهلاوي الأول فهي تكشف برود عزوز وسرحانه وضعف ردة فعله.. والضحية هو الفريق!!
وأثناء المباراة كشف دونيس عن ضعف متابعته للخصم وعدم تحضيره لمواجهته كما يجب، فكل الناس يعرفون أن قوة الأهلي في الجهة اليسرى بوجود عبدالشافي فاضظر المدرب الجهبذ إلى تحويل البريك لليسار ونقل الشهراني لليمين، فغابت فاعلية البريك وبقي الشهراني وحيداً يجاهد القوة الأهلاوية، ولو كان دونيس متابعاً وقارئاً جيداً للأهلي لترك سالم مثلاً بجانبه.. ولعب بقلبي دفاع فقط ووضع كريري في مكانه الطبيعي كمحور متأخر وأشرك سلمان في المكان الذي يجيده كمحور متقدم ولعب بفيصل درويش لتقوية الجهة اليمنى.. ولكن دونيس لم يستوعب ذلك.. فخسر فريقه ولعب واحدة من أسوأ مبارياته!!
على الصعيد الفردي..
- ما زال مدافعو الهلال يحرجون فريقهم بإعادة الكرات القصيرة للحارس.. فتشكّل خطورة على المرمى وتربك الفريق وتهز ثقته بنفسه!!
- ما زال سالم وعزوز يقدمان أداءً متواضعاً ولا يتوافق مع عطاء فريق يبحث عن البطولات ومع ذلك ما زال (الجهبذ) يصر على بقائهم طوال المقابلة!!
- الهدف الذي سجله مهند عسيري.. لا يمكن أن يسجل في فريق يريد المنافسة، وهو يكشف بجلاء عدم تنظيم الدفاع والاتكالية في التغطية، فكيف يترك مهاجم ماهر بالضربات الرأسية وحيداً وأين كان (ديقاو).. وأين تواجد كواك لحظة نقل الكرة؟
- سلمان الفرج ما زال يواصل أخطاءه ويلعب بشكل يفوق إمكاناته.. ومع ذلك لم ينبهه المدرب لذلك، رغم أن الأخطاء تتواصل في كل مواجهة!!
- الميدا ما زال بعكه الكروي، يضع أكثر من علامة استفهام أمام الإصرار على تواجده، والأدهى من ذلك أن توكل له مهمة تسديد ضربات الجزاء ليضيع مكتسبات فريقه وهو أمر يتكرر للمرة الثانية!!
لقد جاءت نتيجة البارحة لتضع الهلاليين أمام واقع فريقهم، وتؤكد أنه بحاجة للكثير إذا أراد المنافسة على الألقاب، وأن أول ما يحتاج إليه أن يدرك ممرنه دونيس أن أخطاءه وعناده لن يحققا شيئاً للفريق، وأن إدارة النادي تخطئ تماماً وهي تسلم الخيط والمخيط للمدرب الذي أثبت في المباراة القوية أنه لا يستطيع فعل شيء، وأن إدواردو لا يمكن أن ينقذه ويصحح أخطاءه في كل مرة!!
في الـ22 من أكتوبر الماضي قلت: (الحقيقة التي يجب أن يدركها الهلاليون أن دونيس مدرب مرحلة فقط وانتهت، وليس مدرباً ينتظر منه أن يطور الفريق ويضيف إليه، ويتجاوز به كل العراقيل).. وبعد 48 يوماً أعود لأكرر ما قلته وأراهن عليه.. وعلى الهلاليين التنبه لذلك وعمل الحلول المناسبة له قبل أن تطير الطيور بأرزاقها!!