خالد الربيعان
من أسس التسويق عامة والتسويق الرياضي خاصة هو مفهوم المسئولية الاجتماعية، إذ لا يمكن للدولة وحدها أن تقوم بكافة الأعباء وأن تتدخل في كل شيء بمجرد حدوثه، بينما الشعب والمؤسسات القادرة على المساعدة معطية ظهرها للكارثة حتى تمر.. بالضبط كما النعامة التي تدفن رأسها بالرمال حتى يذهب الخطر، ثم تخرج رأسها بعد ذلك وكأن شيئاً لم يكن!
على مدى أيام شاهدنا أمطاراً كالسيول في شوارع المملكة، وتضرَّر المئات من الناس وتوقفت أعمال كثيرة وخسرت المؤسسات أموالاً طائلة! ما يعنيني هنا هو دور الأندية الكبيرة في الدوري التي تحمل شعار «نادي. رياضي ..ثقافي.. اجتماعي»!! بدون أن تفعل بموجب هذا الشعار أي شيء اجتماعي!
ما يمكن تسميته ماراثون المطر في الشوارع السعودية تم وسط لا مبالاة غريبة! وفي مدن كجدة وبريدة حتى وصل الأمر إلى إغراق مقبرة كاملة هناك! وتلقى الأهالي أمر بالخروج من منازلهم تحسباً لخطر الغرق وضرر الكهرباء!
أين تلك المسؤولية الاجتماعية التي تقع على الأندية وهو ما يخصني كما ذكرت، ففي كل دول العالم تتدخل الأندية الكبرى في الكوارث والأزمات الكبرى التي تقع بها الدول!
شاهدنا بايرن ميونخ يتبرع بمليون يورو للاجئين السوريين تخفيفاً عن عاتق الدولة! وتبرع لشباب سوريا بمعسكر رياضي كامل للإقامة وممارسة الكرة!
وريال مدريد تبرع هو الآخر بمليون يورو للاجئين في إسبانيا! مانشستر يونايتد تبرع بيورو عن كل تذكرة في مباراة فولفسبورج بدوري الأبطال للاجئي سوريا! اليكس فيرجسون تبرع بسيارته للأعمال الخيرية!!
وفي البرازيل قام نادي - درجة ثانية! - اسمه فيتوريا بحملة مبدعة، حيث إنه غيَّر ألوان قميصه المقلّم بالأحمر والأسود، ونزع اللون الأحمر تماماً وقام بإطلاق شعار قميصنا مدربهم بالأبيض والأسود بعد ذلك قالو لجماهيرهم: الآن تبرعوا بالدم للمدينة وسنقوم بإعادة اللون الأحمر تدريجياً للقميص.. وقد كان لهم ما أرادوا!!
ألا يمكن لكل ناد سعودي دفع مبلغ لا يتعدى هذا المليون يورو! بل ألف يورو فقط! وقتها يمكن مساعدة متضرري تلك السيول بما لا يمكن وصفه، أو لترميم ما تصدع من مبان، او لإزالة الضرر اللاحق أياً كان؟!
فلاعب واحد فقط مثل جيرارد تبرع ذات مرة بـ 600 ألف يورو وحده لمستشفى أطفال بمدينته ليفربول! فما هو دور اللاعبين كذلك! بفرض أن أنديتهم تشارك في دوري «اللا مبالاة» هذا!
المسئولية الاجتماعية جزء لا يتجزأ من واقع التسويق الرياضي الناجح! وإذا تتبعنا أي ناد ينجح في أوروبا ويكسب المال سنجد له سابقة من الأعمال الخيرية تكاد تفوق ما قد يفعله مجلس المدينة التابع للحكومة!
أبسط ما يمكن فعله هو ظهور أي لاعب عبر وسائل الإعلام ليستحث أفراد المجتمع للتبرع أو للمساعدة بشكل عام! حتى ذلك لم أره؟!!
أخيراً: أليس فيكم رجلٌ رشيد؟!
أندية الخليج
«الأندية في دوري البريميرليج الإنجليزي - 20 نادياً فقط - لها 355 برنامجاً اجتماعياً! أي 17 برنامجاً لكل ناد! أما أندية الخليج فلهم 71 برنامجاً فقط!! بمعدل أقل من برنامجين لكل ناد!
«42 نادياً خليجياً كبيراً! لها 71 برنامجاً..62 برنامجاً منها قام بها ناديان فقط هما الهلال السعودي والسد القطري!.. لا تعليق!