عبد الكريم الجاسر
يعتقد البعض أن البطولات تأتي من خارج الملعب والانتصارات تأتي أولاً عبر رفع الصوت والتشكيك باتحاد الكرة ومهاجمة الحكام والافتراء على المسؤولين وإيجاد بيئة صالحة لتحقيق اللقب.. ويستشهدون بالوضع النصراوي الذي حقق من خلاله النصر لقبين متتاليين مستفيداً من جزء من هذا السيناريو الذي قام به عدد من مشجعيه على مستوى المدرجات والإعلام واللجان.
لكن هذا الوضع رغم أنه قد يكون صحيحاً في بعض الحالات إلا انه يحتاج أن يكون لديك فريق قوي داخل الملعب يستطيع أن يستفيد من كل التسهيلات التي تمنح له.. هنا وهناك، سواء على مستوى جدولة المسابقة أو تحقيق النتائج وسط الملعب متى كان الأمر سانحاً..
الآن هذه الثقافة أصبحت سائدة في الغالب الأعم لدى الجماهير الرياضية وبعض الإعلاميين الذين يجدون ضالتهم في هكذا أجواء.. فتجد العجب العجاب من التحليلات والاختلافات والدخول في النوايا والذمم ووضع سيناريوهات مقززة لأحداث وأوضاع لا تحتمل كل ذلك ولا وجود لها سوى في عقول مروجيها.. وللأسف فإن مثل هذه الممارسات تجد رواجاً واسعاً لدى فئة عريضة من الجماهير التي تفتقد للوعي والثقافة والقدرة على التفكير الصحيح بدلاً من الاندفاع خلف كل ما يطرح ويردد.. بل ان الوقود الحقيقي لمثل هذه الخزعبلات هم أولئك الذين لا يرون سوى من خلال النظارات السوداء ويعيشون خلف عقدة المؤامرات وكواليسها.. لكن هذا لا يعني عدم وجود ممارسات مشبوهة تتم هنا وهناك عبر بعض ضعاف النفوس لكن تعميم هذا الوضع على كافة ما يحدث في الوسط الرياضي واعتباره واقعاً لا تتم الأمور إلا من خلاله هو في الحقيقة تدمير لرياضتنا وعقلياتنا وثقافتنا ومستقبل شبابنا الرياضي ما لم يتم التعامل بحزم وجدية مع كل الطروحات التي تستهدف نشر مثل هذا الفكر والتأكيد عليه دون أدلة أو مسوغات يمكن محاربته من خلال تتبعها.. فقد اتسعت رقعة الاتهامات وطالت القاصي والداني دون حسيب أو رقيب وما تلبث أن تتوقف على المستوى الجماهيري حتى يعيدها بعض المأجورين من الإعلاميين (بكل أسف) لتعود للسطح مجدداً بحثاً عن إثارة الزوابع والعراقيل أمام هذا النادي أو ذاك أو لتبرير فشل صريح لفريقهم لكنهم لا يملكون مواجهته سوى بمهاجمة الآخرين وسحب جماهير ناديهم خلفهم في هذا الاتجاه للبقاء في الصورة والظهور بمظهر البطل..!
هلال وأهلي وصدارة
حين يستضيف الهلال نظيره الأهلي الخميس القادم على استاد الملك فهد الدولي بالرياض فإن اللقاء سيكون محط أنظار كل الجماهير الرياضية كونه سيحدد ملامح الصدارة.. فإما عودة أهلاوية قوية نحو المنافسة الحقيقية على اللقب من خلال هزيمة المتصدر وانتزاع الصدارة منه أو على الأقل مناصفته إياها.. أو فوز هلالي يمنح صدارة مريحة للزعيم بفارق 6 نقاط كاملة ما يعني الكثير على سلم المنافسة.. ولذلك فالهلاليون مطالبون أولاً بالبحث عن الفوز بأي طريقة أو وسيلة، فلا مجال للتفريط بهذه المباراة المفصلية الهامة.. وإذا لم يفز الهلاليون على أرضهم وبين جماهيرهم فسيكون الفوز على الخصم خارجها أصعب، لكن عدم الخسارة والخروج بنقطة سيكون أيضاً خياراً مقبولاً وإن بدرجة أقل؛ كون كل الظروف تؤكد أفضلية الهلال وحتمية استثمار هذه الأفضلية متى أراد اللقب لأن المشوار سيكون طويلاً وسيواجه الفريق العديد من المطبات والعقبات التي قد لا يتجاوزها، فيكون فارق النقاط الست بمثابة التأمين المريح له خلال الموسم. ولذلك فإن المباراة تتطلب أن يكون جميع لاعبي الفريق في الموعد وفي أتم الاستعداد نفسياً وبدنياً ومعنوياً.. تماماً كما حدث أمام الشباب حين سيطر الهلاليون على اللقاء طوال التسعين دقيقة.
وللعلم فإن بطولة الدوري تتطلب نفساً طويلاً وقدرة على تجاوز الصدمات والعقبات والتعامل معها بهدوء وثقة و(طول بال) لأن هذه هي مواصفات الفريق البطل، وقد كانت هذه أهم مميزات الهلال ولاعبيه في السنوات الماضية، لكنه تخلى عنها وعاد لها هذا الموسم بشكل يؤكد عزم الجميع على بدء مرحلة جديدة من تاريخ الزعيم مع الانتصارات والبداية بالتأكيد ستكون أمام الأهلي.
لمسات
الفريق الهلالي هذا الموسم يؤدي بطريقة هجومية رائعة تثير الإعجاب وتحقق النتائج مع توازن جيد في المناطق الخلفية.. المباراة الوحيدة التي تخلى الهلال عن وهجه الهجومي فيها (تقريباً) ولم يستمر بأدائه الهجومي كانت أمام الأهلي الإماراتي وخسرها الفريق.. ولذلك يجب الاستمرار بنفس النهج والطريقة التي أثبتت نجاحها بشكل أكثر من ممتاز.
لن أضيف جديداً حين أقول إن الحكم الدولي الكويتي السابق سعد كميل أضاف للدوري السعودي والقطاع التحكيمي الشيء الكثير من خلال التحليل التحكيمي الرائع الذي فعلاً يعد محاضرة تحكيمية على الهواء لكل الرياضيين حكاماً وجماهير.. وهذا يؤكد ما أطالب به دائماً من أهمية تدعيم لجنة الحكام بكفاءات عربية في التقييم والمتابعة والتطوير والتدريب لأنك لا يمكن أن تجني من الشوك العنب!
ماذا يحدث للنصر بطل الدوري موسمين متتاليين؟! المركز السابع الذي يحتله لا يمكن أن يتوافق مع إمكانات الفريق ولاعبيه.. ولذلك فالأزمة في تصوري إدارية بحتة من خلال التعاقدات والتي أبرزها استقطاب المدرب الإيطالي المتدرب كانافارو والذي يعد قراراً أسوأ من استمرار ديسلفا منذ الموسم الماضي لهذا الموسم.
فريق التعاون هذا العام سيحقق لقب الحصان الأسود في الدوري.. لكن أمام الهلال في كأس ولي العهد أجهد نفسه فخرج من كأس ولي العهد وخسر النقاط الثلاث التي تليها أمام الفتح!
وليد عبدالله تحدث بمنطق وواقعية في وسط لا يعرف لذلك سبيلاً فتعرض لهجوم كاسح يؤكد أزمة الوعي التي نعيشها.. فهو يقول إذا لم أنجح في فرض مستواي ونفسي أساسياً أمام العويس فسأغادر لناد آخر. وهذا منتهى العقل فهو يعرف بذلك أن العويس سيكون أفضل منه ولن ينجح في إزاحته.. رحم الله امرأً عرف قدر نفسه.