عبد الكريم الجاسر
* * نخطئ كثيراً حين نتجاهل الدور الكبير للاعبي أي فريق في تحقيق الانتصارات والإنجازات والبطولات، ونذهب نحو المدربين والإداريين وأشياء أخرى.. ففي الحالات الطبيعية فإن اللاعب هو محور الانتصار وأداة اللعبة، والقادر على تغيير الموازين داخل الملعب.. وهذا يكون صحيحاً حين يتم إعداده بشكل جيد ويُحسن تدريبه وتجهيزه عندما يكون هو المسؤول الأول والأخير في تحقيق الفوز والانتصار.. وفي الأسبوع الماضي قلت إن الدوري بدأ فعلياً من هذه الجولة، وإن الغلبة وأعني تحقيق اللقب ستكون للفريق الذي لدى لاعبيه رغبة حقيقية وإصرار كبير على اللقب والتضحية لذلك.. وقلت إن المستويات بين الفرق المتنافسة متقاربة، والدليل قدرة أي فريق منها على الفوز على الآخر.. لكن الفريق الذي يعمل كمجموعة تسعى لتحقيق هدف واحد -وهو اللقب- ستكون الأوفر حظاً.
هذا الكلام يدل على فوز الاتحاد على الهلال في الجولة قبل الماضية، وكيف أراد لاعبو الاتحاد الفوز وحققوه رغم قوة الهلال ورغبة لاعبيه القوية وسعيهم للفوز في تلك المباراة.. حيث تفوق الاتحاديون على قوة خصمهم وضعف مدربهم وقدراتهم مقارنة بالهلال وفازوا.
وفي الجولة الماضية تابعنا الـ7 الهلالية في مرمى الخليج، وتابعنا كيف كان وضع لاعبي الهلال في الدقائق الـ30 الأولى للمباراة التي سيطر عليها الخليج وأحرج الهلال.. لكن عندما أراد الهلاليون الفوز انتفض اللاعبون وقدموا مستوى كبيراً وفوزاً تاريخياً قوامه سبعة أهداف نظيفة، فما الذي تغير سوى رغبة الهلال وإصراره وبحثه الجاد عن الفوز والانتصار؟.
هذه هي الحقيقة.. ولنقل لو أن المباراة انتهت سلبية على سبيل المثال ماذا سيكون مصير المدرب الهلالي دونيس؟ وكم سيتعرض من الهجوم والانتقاد اللاذع!.. وتبدأ الاختراعات في الانتقادات لتنتقل للإدارة ودورها وإدارة الكرة والمطالبة بأسماء معينة وتعيين مستشارين لها وهكذا..
حقيقة نحن نعيش في أزمة فعلية في هذا الاتجاه.. في حين أن اللاعب صاحب الشأن الأول بعيد في الغالب (وخصوصاً حين يكون مقصراً) عن أي لوم.
قد يعتقد البعض أنني أطالب بجلد اللاعبين وانتقادهم، وهذا غير صحيح؛ فأنا دائماً وأبداً ما أدافع عنهم وانتقد المدربين، لكن متى يكون ذلك؟! بالتأكيد فهو يحدث حين يكون هناك خلل فني أو ضعف تدريبي واضح، ويكون خلالها اللاعبون يبذلون قصارى جهدهم للفوز، لكن العمل الفني وطريقة اللعب ونوعية التمارين لا تساعدهم ولا تطورهم ولا تضيف لهم.. عندها يتضح (لمن يفهم كرة القدم وليس لأي شخص) أن هناك خللاً تدريبياً يجب إصلاحه.. غير أن ما يحدث هو أن الانتقادات والتحليلات والتنظيرات تأتي ممن ليس لهم علاقة فنياً بما يحدث في الملعب.
ختاماً، سبعة الهلال تؤكد ما قلته سابقاً من أن معظم مباريات الدوري (من حيث القوة) لا تحتاج مدرباً لفريق مثل الهلال، وعلى اللاعبين أن يفوزوا في كل لقاء أمام الفرق الأقل مستوى حتى وإن كانوا بدون مدرب؛ نظراً للفوارق الفنية الكبيرة مع مثل هذه الفرق، والحديث عن عمل المدربين وتأثيره والعودة له يكون في المباريات الكبيرة كما حدث أمام الاتحاد (3-4) حيث تستطيع من خلالها رؤية عمل المدرب على أرض الميدان وقدرته على الإضافة من عدمها.
لمسات
* * كما توقعت الأسبوع الماضي انتهت مغامرة الأهلي الإماراتي آسيوياً في دبي بالتعادل السلبي.. وخسر لقب دوري أبطال آسيا بشرف بعد أن قدم أداءً كبيراً.. نتيجة صفر/1 وقبلها فوز سيدني باللقب الماضي بنفس النتيجة مع مساندة تحكيمية تؤكد أن من يقول إن نظام البطولة ساعد الهلال للوصول للنهائي غير صحيح، فما ساعد الهلال هو مستواه وها هو جوانزو يفوز بشق الأنفس على الأهلي، ما يؤكد تقارب المستويات حالياً إلى حد كبير.
* * ليس هناك فريق سعودي يستطيع لاعبوه التأقلم مع أي طريقة لعب بسرعة وإجادة تامة مثل لاعبي الهلال.. وحين عاد دونيس للطريقة المفضلة للهلاليين خلال العشر سنوات الماضية سجل سبعة أهداف جميلة ورائعة في شباك الخليج.
* * عاد نواف العابد تدريجياً لمستوياته المعهودة ونجح في تجاوز كل الضغوط التي مورست عليه بدلاً من تشجيعه ودعمه.. الدور الآن على النجم سالم الدوسري الذي تأثر كثيراً بالإبعاد والعقوبة التي فرضت عليه وأبعدته عن الملاعب ليفقد حساسيته وفورمته بسبب قلة مشاركاته.. سالم بحاجة للدعم الجماهيري القوي ليعود نجماً متألقاً أخشى أن نفقده بسبب قسوة غير مبررة.
* * بالأمس كرّم النجم الخلوق عمر الغامدي من قِبل الرياضيين بمختلف ميولهم، السؤال: هل شارك اتحاد الكرة في تكريم رمزي لنجم قدَّم للكرة السعودية الكثير؟!.. أتمنى ذلك.
* * لن ينصلح حال التحكيم بوجود عمر المهنا على رأس اللجنة.. فالمهنا هو أكثر من بقي رئيساً للجنة خلال السنوات الماضية، فأصبح على اسمه معمر في رئاسة اللجنة، لكن لا جديد مطلقاً ولا أمل في تعدل الأحوال لأن الفكر يحتاج أولاً إلى تعديل وتغيير.. فالأمل مفقود في إصلاح أحوال الحكام طالما العينة والرهان المقبل على نوعية الطاقم الذي قاد لقاء الهلال والشباب أولمبياً.. فرغم اختلاف الحكام إلا أن فكر المهنا هو من يقود لقاءات الهلال..!!