عبد الكريم الجاسر
نتيجة التعادل السلبي التي خرج بها الأهلي الإماراتي في ذهاب نهائي دوري أبطال آسيا جاءت ممتازة جداً للفريق الشقيق، بالنظر لإمكانياته وقدراته أمام منافسه جوانزو الصيني القوي.. فالفريق الإماراتي وفق كثيراً أمام الهلال وحصل على مساعدة مباشرة من الاتحاد الآسيوي للإطاحة بالهلال؛ أولاً من خلال التحكيم الذي قاد لقاء الذهاب في الرياض وأضاع على الهلال ضربة جزاء، واتخذ عدداً من القرارات الخاطئة، منها ايقاف سلمان الفرج بالبطاقة الصفراء.. أما المساعدة الثانية فجاءت عن طريق لجنة الانضباط بالاتحاد والتي لا تتابع ولا ترى وتعاقب سوى لاعبي الهلال، وتعمل بالتنسيق مع خصوم الهلال في مباراته المقبلة، حيث تخضع للضغوط والمصالح هنا وهناك، فأوقفت ديجاو وحرمت الهلال منه في مباراتين هامتين جداً، ليكون ذلك بمثابة الدعم المباشر للأهلي والمساندة غير المباشرة.
إذاً الأهلي مع كامل الاحترام والتقدير والأمنيات له بالفوز باللقب أعتقد أنه قدم أقصى ما لديه أمام جوانزو، ولم يكن ليفعل ذلك لو لم يكن لديه مدرب كبير وخبير طور أداء الفريق الجماعي وجعله قادراً على مقارعة أقوى الخصوم ألا وهو الروماني كوزمين.. ولذلك أعتقد أن الكفة هي لمصلحة جوانزو الذي تفوق خارج أرضه، ومن الطبيعي أن يكون أقوى على أرضه رغم أن مستواه مع المدرب البرازيلي سكولاري أقل وبكثير من مستوياته مع الإيطالي الكبير مارشيللو، ولعل الهلال لم يكن موفقاً أو لنقل محظوظاً في هذه النسخة وخصوصاً أمام الأهلي الإماراتي لأنه لو كان كذلك لأمكن له إحراز اللقب والتفوق على جوانزو وفقاً لمستواه الذي شاهدناه بالمقارنة بمستوى الهلال.. لكن للأسف الفريق الهلالي لعب أسوأ مبارياته أمام أهلي الإمارات وقدم غيرها أكثر من مباراة لم تكن مطمئنة أو يمكن أن تعطي انطباعاً أن الفريق قادر على تحقيق لقب البطولة المحلية هذا الموسم.. فمباريات الفريق منذ بدء الموسم كما قلت فيها ولها وعليها الكثير من الكلام..!
السعودي يكسب
** لا يمكن أن يحسب النجاح الذي تحقق للكرة السعودية بعدم اللعب في فلسطين ونقل المباراة لأرض محايدة.. لاتحاد الكرة السعودي.. فنحن نعلم تماماً أن الاتحاد أقل وأضعف من أن يكون لديه القدرة على التواصل والتخاطب والتعامل مع المنظمات والجهات الدولية الأخرى في مسألة كهذه تتطلب ثقلاً دولياً ومقدرة على استخدام النفوذ وتطويعه لمصلحة الكرة السعودية، وهو ما قامت به جهات سعودية عليا تدخلت في الوقت المناسب.. فبعيداً عن صوابية مسألة اللعب في فلسطين وعدمها فإن النجاح في تطويع كل الظروف وتحويلها لما يخدم القرار السعودي هي بحد ذاتها نجاح منقطع النظير عجزنا عن المطالبة بإيجاد كفاءات سعودية في اتحاد الكرة تكون قادرة على تحقيقه بعيداً عن الاستنجاد بجهات أعلى.. وهنا مربط الفرس نحن بحاجة لقيادات تكون اسماً على مسمى تتولى شؤون الكرة السعودية وتساهم في عودتها لمكانتها الدولية والقارية أولاً عبر العمل في الداخل من خلال اتحاد قوي قادر على فرض سيطرته على الجميع وتنفيذ خطط وبرامج تطويرية.. وثانياً من خلال علاقات دولية واسعة مع مختلف الجهات القارية والدولية والاقليمية.. وشخصياً لا أرى ذلك على المدى المنظور، الا في فتح مجال الترشح لرئاسة اتحاد كرة القدم السعودي لشخصيات على غرار الأستاذ خالد البلطان ومن هم على شاكلته من الكفاءة والمقدرة والقدرة المالية حتى يمكن أن تقول إنه بالفعل لدينا اتحاد سعودي قوي.. اما بخلاف ذلك فسنظل نعاني من ضعف فاضح سببه موظف مسكين وجد نفسه فجأة رئيساً ولم يستطع حتى تاريخه إعطاء ولو مؤشر واحد على قدرته على كسب ثقة الرياضيين فضلاً عن تحقيق أي خطوات ناجحة قد تشفع له وتنصفه أمام التاريخ!
لمسات
** أسبوع واحد فقط فقد خلاله الهلاليون الصدارة.. وعادوا لها مجدداً بالفوز الصعب على القادسية، واقع الهلال حتى الآن يقول إن على اللاعبين تحديداً مسؤولية كبيرة في حال لديهم رغبة حقيقية في تحقيق لقب الدوري.. لأن المسألة تحتاج لرغبة جامحة لتحقيق اللقب في ظل مستويات الفرق المقابلة، والتي قد لا تحتاج أداءً فنياً عالياً لتجاوزها بقدر ما تحتاج لتعاون وتضحية ورغبة في الفوز الذي تحقق أمام القادسية بهذه الطريقة وكاد أن يتحقق أمام الاتحاد بروح اللاعبين.. لأن الأداء الفني وبصراحة قامت عليه الكثير والكثير جداً من الملاحظات التي بدأت تظهر مباراة بعد أخرى!
** لماذا الانضباط مطلوب فقط في الهلال دون سواه.. أقول ذلك بعد مشكلة غياب العنزي حارس النصر عن ناديه دون مبررات مقنعة.. تخيلوا لو أن هذا حدث في الهلال فكيف ستكون ردة فعل الإعلام النصراوي تحديداً وهم يتحدثون عن شأن هلالي..؟! وأين صوتهم اليوم في غياب لاعبهم؟!
** لن تتطور الكرة السعودية بأي حال من الأحوال ما لم تكن هناك برامج مكثفة للفئات السنية على مستوى أعمار مبكرة وتبدأ من الـ8 - 10 - 12 - 14-16- 18 سنة ولعل من يتابع العمل في أوروبا على مستوى هذه الفئات يدرك تماماً كيف تتقدم الدول وتتطور من خلال ملاعب ومدربين وبرامج متواصلة لإعداد اللاعبين في سن مبكرة.. هذا هو المشروع الحقيقي الذي لو طبقه اتحاد الكرة وخصص له الميزانيات لترك شيئاً للتاريخ وأثر إيجابياً في المسيرة الرياضية مستقبلاً.