محمد الشهري
** لن تقرأ على جبهة المذكور أعلاه صفة (قِلّة الخاتمة) مكتوبة، حتى وان كانت جبهته من الاتساع - في كل الاتجاهات - إلى درجة استيعاب نقش محتوى صفحة كاملة.
** ذلك أن مثل هذه الخصائص الخلقية إنما تبرزها الممارسات والأفعال للعيان، والتي تتحول مع الوقت والاستمرار في تكرارها إلى ما يُعرف بـ (فضايح بجلاجل)؟!.
** في وسطنا الرياضي على سبيل المثال: المسؤول الأول في دائرة أو لجنة ما، لم يؤسس لاحتلال منصبه ذاك من المؤهلات، ولا من الخبرات التراكمية التي تُذكر فتُشكر في مجال عمله قبل الإتيان به لاحتلال المنصب، وتحمّل المسؤولية، وإنما فرضته العلاقات الخاصة، أو المصالح المشتركة مع هذا الطرف أو ذاك، ولا سيما إذا كان ذلك الطرف على قدر كبير من النفوذ وامتلاك القدرة على حماية من يعيش في كنفه مهما بلغت درجات فشله في أداء مهماته الرسمية طالما ظل يؤدي المطالب الخاصة على أكمل وجه!!.
** تمضي السنة تلو الأخرى وهذا المسؤول ما انفك يتشبث بتلابيب المنصب في الوقت الذي يرتفع فيه معدل فشله تصاعدياً، مستمتعاً بجني ثمرات شغل المكان ولا يعنيه ما يحدث من كوارث، ولا يعنيه ما سيدونه تاريخ الحقبة التي شهدت وجود حضرته كمسؤول ارتبطت به وبها العديد والعديد من الكوارث والفشلات!!.
** عيّنة أخرى ممن يعنيهم الموضوع: رئيس النادي (المتسلّق) الذي تخدمه الظروف للإمساك بزمام الأمور في غفلة من الحكمة والحكماء، وهو الذي لا يتمتع بالحد الأدنى من الصفات والمقومات القيادية المؤهلة، إِذْ إن كل ما يمتلكه لا يزيد على قدرته على ممارسة (الفهلوة) بالاعتماد على أساليب (الشو) لاستمالة السذج والبسطاء من الجماهير والضحك عليهم، فضلاً عن استثماره لدعم عشاق النادي مادياً لتكوين شخصية خيالية ظاهرها (الثقة بالنفس) والقدرة على جعل (البحر طحين) مستعيناً بجيش من الأقلام والوسائل الإعلامية (المنتفعة) وغير الأمينة، وباطنها (الفشخرة) الكاذبة وبالتالي جَرّ النادي أكثر وأكثر إلى قاع الإفلاس والفشل، وعندما يستنفد كافة حيله ووسائله البهلوانية لا يجد أنسب من إلغاء عقد المدرب المغلوب على أمره في سبيل صرف الأنظار عن بلاويه بحق النادي؟!!.
** وبما أن القائمة تعج بالعديد من هذه العينات - أعني قليلي الخاتمة - وفي معظم المجالات، فلا بأس من الإشارة إلى البعض منها على سبيل التذكير فقط.
** (المحلل التحكيمي) الذي لا يخجل من ممارسة التذاكي من خلال التباين الفاضح في تعاطيه مع الأحداث والحالات بين لون وآخر، إِذْ تراه أكثر دِقّة في البحث والتقصّي وبأي شكل عن شبهة ما تدين هذا الفريق، في حين (يجبن) تماماً، فتجده يمارس (التطنيش) تارة، واللف والدوران تارة أخرى إزاء حالات واضحة وصريحة تدين فريقا آخر، ولن أخوض في الأسباب والدواعي التي تضطرّه لهكذا ممارسات، فالله وحده هو العالم بها، وهو حسيبه؟!.
** (المذيع) الذي يعتقد أنه بمجرد أن أصبح صاحب الكلمة في برنامجه، فبالتالي أضحى من حقه فرض أساليبه الصبيانية على المشاهد، يرفع صوته (الرخيم) تارة، ويخفضه حد الهمس تارة أخرى، (يمضغ) و(يمصمص) الكلام داخل فمه ثم يخرج بعضه ويبتلع بعضه الآخر، ولن أتحدث عن محتويات ومضامين ما يتم طرحه من سواليف، إِذْ إن فهم القارئ والمشاهد كفاية ؟!.
** (الكاتب) الذي لا يعرف - مثلاً - ما هي (الأكمة) وماذا تعني، ومتى وأين يمكن توظيفها كمفردة في سياق طرحه، فتراه يصر دائماً على وضعها في غير موضعها، وكثيراً ما يوظفها للقيام بأدوار ومهمات لا تمت لها بأية صلات، ومع ذلك، ورغم هذه الأميّة اللغوية، تجده يفترش مساحة في صحيفة ما ينثر من خلالها ما تجود به قريحته الإبداعية، فضلاً عن وجوده الدائم عبر الفضاء، منظراً، ومفتياً، وفيلسوفاً، وموجهاً، يعني (موسوعة) ما شاء الله عليه!!!