محمد الشهري
في كافة مجالات الحياة، وعلى كل المستويات، لابد أن تختلف المنجزات باختلاف أقيامها ورمزياتها.. ومما لا جدال فيه أن المنجزات تختلف أيضاً باختلاف البيئات والطموحات والهمم، وبناءً عليه فلا غرابة في أن نشاهد من يشغل نفسه ومن حوله رقصاً وطرباً بالفتات ثم ينام عليه طويلاً، في حين أن من جُبل على تحقيق أرقى وأثمن المنجزات يظل منشغلاً بالترتيب والعمل الدؤوب على تحقيق المزيد منها، لأن المسألة كما قلنا مسألة اختلاف بيئات وهمم وطموحات.
- فلنتخيل إذن أن من حقق كأس المؤسس (طيب الله ثراه) ناد آخر غير الزعيم الذي لا يتوقف طموحه عند حد، أعني أندية تخليد الهلاميات؟؟.
- فعلى الرغم مما يمثله هذا المنجز (الفريد) بكل المقاييس من قيمة تاريخية، ومن رمزية لا تضاهى، سواء على الصعيد العام، أو على الصعيد الخاص.. إلا أن الهلال لم يتوقف عند تحقيق هذا المنجز الذي يستحق التوقف عنده، بل ظل يعمل دون كلل أو ملل على إضافة المزيد والمزيد من المنجزات الفاخرة التي لا تليق إلاّ بكبير آسيا وزعيمها.
- سبعة عشر عاماً منذ أن ظفر الزعيم بأغلى وأثمن الكؤوس على الإطلاق (كأس المؤسس)، ولكن السؤال العريض المطروح الذي لاشك في أن الإجابة عنه ستزيد من (بؤس) بعض الناس، ألا وهو: كم عدد المنجزات التي حققها الهلال خلال تلك السبعة عشرة عاماً؟؟.. هذا السؤال أحيله برمّته إلى الزميل الأستاذ (صالح الهويريني) للإجابة عنه باعتباره الأقدر والأجدر في مثل هذه الأمور.. والقصد أن يعرف كل ناد موقعه من الإعراب ومن المنجزات.
- أما الداعي لتناول الموضوع اليوم، فالأكيد أنه قد جاء بمناسبة قيام الإدارة الهلالية - مشكورة - باعتماد وضع شعار كأس المؤسس على قمصان فرق النادي، احتفاءً وتكريماً لرمزيته وقيمته الفريدة، وننتظر خطوة مماثلة أخرى بشأن لقب (نادي القرن).
عمر الغامدي
- لأنني من أشدّ المعجبين بهذا النجم الاستثنائي، أداءً، وخلقاً، وانضباطاً في كل أموره.. لهذا أجدني أكثر سعادة بالعودة للحديث عنه للمرة الثانية خلال بضعة أشهر.. وذلك قناعة مني بأن الانحياز للمثالية والمثاليين، إنما هي صفة حميدة.
- هذا النجم الذي قضى معظم زهرة شبابه فارساً ميدانياً لا يُشق له غبار، لا تزده تقلبات وتعاقبات الأيام إلاّ إصراراً على المضي مبدعاً وشامخاً في عالم المستديرة، ممسكاً بزمام التميز في تحقيق المكاسب والمنجزات الكبيرة التي لا يحققها سوى الكبار، المنجز تلو الآخر، والتي بلغت في تعدادها (ستة وعشرين) منجزاً فاخراً، وبكل المسميات والمستويات، متجاوزاً بذلك انجازات كيانات بأكملها، ناهيك عن تجاوزه لمكتسبات وانجازات العديد من نجوم (الشو) مجتمعين، أضعافاً مضاعفة!!.
- قلت في تناولي السابق عن هذا النجم: إن سبب إغفال نجوميته وانجازاته الكبيرة إعلامياً إلاّ نادراً، إنما يعود لكونه لا يمتلك مشاريع استثمارية أسوة بالبعض، كذلك فهو يفتقر إلى وجود حاشية إعلامية (صفراء) كتلك التي يحظى بها بعض أقرانه ممن لا تتجاوز منجزاتهم عدد أصابع اليد الواحدة، فضلاً عن أن ملفاتهم متخمة بكل ما هو قبيح ودميم ومخز، فقط لأن خلفهم طوابير من المنتفعة!!.
- واليوم وهذا الفذ يودع الملاعب تاركاً خلفه سجله الثري، وسيرته العطرة، ومثاليته المتفق عليها.. أقول له:
- شكراً، فقد كفيت ووفيت.