يوسف المحيميد
حينما وصلتني هذه الرسالة: «أخي الناخب يوسف، بادرت بالتسجيل في الدورة الأولى، باشر بحقك بالتصويت يوم الاقتراع، السبت 1 ربيع الأول 1437 الساعة .....» وباقي تفاصيل موقع الاقتراع، شعرت بالاعتزاز والسعادة، بأنني أمتلك صوتاً ضمن أصوات هذا الوطن، لأختار من أشاء ممن سيمثلون المجلس البلدي في هذه المنطقة، كما سيختار غيري من يمثلونهم في مجالس المناطق الأخرى.
قد يقول بعضكم، إن هذه المجالس بلا فائدة، ولا نعرف دورها، ولا صلاحياتها، ولا تأثيرها في حياتنا اليومية، لذلك لا نشعر بجدوى الذهاب إلى صناديق الاقتراع، ولن نذهب، إلا نصوّت لاختيار أعضاء مجلس الشورى على سبيل المثال، لأن هذا المجلس يمارس دوراً مؤثراً، حتى وإن كان لا يمتلك سلطة القرار!
بعيداً عن هذه الشكوك، وبعيداً عن جدوى المجالس البلدية في حياتنا الاجتماعية، فإنني حينما تحدثت عن شعوري بالاعتزاز والانتماء، فإنني سأذهب ليس بهذا الشعور فحسب، وإنما لشعوري بالمسؤولية تجاه وطني، وأن الممارسة الانتخابية هي سلوك حضاري مدني يجب تعميمه بيننا، وتربية أطفالنا على ذلك، وإفهامهم بأن الأمم المتقدمة تطورت كثيراً، لكونها مجتمعات حرة وديمقراطية، تُبنى على مؤسسات المجتمع المدني، فهذه هي الخطوة الأولى نحو التقدم والديمقراطية، فمن سيمثلنا في هذه المجالس البلدية، هو ممن سيحرص على تطوير خدمات المنطقة، وتلبية رغبات المواطنين وملحوظاتهم، لذلك نحن مسؤولون ومطالبون بالذهاب إلى صناديق الاقتراع، وأخذ أطفالنا معنا، كي يشهدوا مثل هذه الأفعال المسؤولة، وهذا السلوك التقدمي، ولا نسأل أو نفكر ما جدوى الذهاب إلى صناديق الاقتراع، ونحن لا نعرف ولا نحصل على تقارير هذه المجالس، ولا نعرف ماذا قدموا لمناطقهم.. إلى آخره.
وكما تفعل معظم الدول، على إعلامنا متابعة عملية التصويت في مختلف المراكز التي يجري فيها الاقتراع، ليس بهدف إشعار الآخرين بأن لدينا انتخابات مثل غيرنا، وإنما لتحفيز المجتمع بكافة فئاته وأطيافه، بأن يذهب صباحاً تجاه الصناديق من أجل التصويت!
ولو تحرك تلفزيوننا العزيز بتقديم رسالة يومية قبيل يوم الاقتراع، وخلاله، وأجرى الحوارات المتنوعة مع المرشحين، وحدثونا عن خططهم وأجندتهم، من أجل تطوير المناطق، فإن ذلك سيجعل الجميع يؤمنون بقيمة التصويت وأهميته، وأنه حق أصيل للمواطن، وحق على المواطن أيضاً تجاه وطنه، فعلينا أن نؤدي هذا الواجب تجاه وطننا أولاً، وتجاه أنفسنا ثانياً، ونتربى على أحقيتنا بهذا الدور، والتزامنا بأدائه، تقديراً وامتناناً لهذا الوطن العظيم، وسعياً إلى خدمة إنسانه، بتطوير الخدمات المقدمة له.