إبراهيم عبدالله العمار
إن أعظم كارثة في تاريخ الطب اعتقاد أن الفم الجاف هو العلامة الوحيدة لاحتياج الجسم للماء.
هذا ما يقوله أطباء، من أبرزهم الطبيب الأمريكي فريدون بتمنغليج الذي كتب كثيراً عن الأهمية العظيمة للماء وكيف أن إهمال شربه قد سبب أمراضاً كثيرة تعاني منها شعوب العالم، فقد صار الناس لا يشربون الماء اليوم للأسف، وهذا ما انعكس سلباً على صحتهم، ويفصّل دكتور بتمنغليج في أحد كتبه عن الأمراض التي يسببها الجفاف، ورأينا بعضها في هذا العمود، غير أن من الأشياء التي يجهلها الناس هي علاقة الجفاف... بالسرطان.
إن الجفاف المستمر يسبب اختلالاً في وظائف الجسم كلها، بما في ذلك:
1) ضرر في الحمض النووي DNA في نواة الخلايا.
2) ضعف نظام إصلاح الحمض النووي في الخلايا، وفي النهاية انهيار النظام تماماً.
3) اضطرابات في مستقبِلات الخلايا cell receptors وفَقد العمليات التوازنية التابعة لأنظمة التحكم بالهرمونات.
4) إضعاف جهاز المناعة بشكل عام، حتى على درجة نخاع العظم، مما يسبب عدم التعرف على شذوذات الخلايا، وزوال القدرة على تدميرها، وتَعطُّل نظام التصفية الذي يزيل المورثات غير الطبيعية.
إن العلاقة بين ضرر الحمض النووي (الذي يسبب السرطان) وبين الجفاف بسيطة الفهم: الخلية لها وظائف. بعد أن تنتهي من العملية فإنها تنتج نفايات، والماء يغسل الخلية من تلك العناصر الحمضية ويذهب بها للكبد والكلية لمعالجتها. لكن ماذا يحصل إذا لم يعد هناك ماء كاف لإخراج المخلفات والنفايات السامة تلك من الخلايا؟ الذي يحصل أن الأحماض التي تنتجها الخلية تبدأ في جعل بعض عناصر الحمض النووي تتآكل، ومع الوقت يُنتج هذا التآكل خلايا شاذة قادرة على التكاثر.
يقول دكتور بتمنغليج: «أنا مقتنع أن الماء هو أفضل واقٍ طبيعي وشافٍ للسرطان في العالم». أي أنه يحمي من أنواع من السرطان (للشخص السليم)، ويشفي منها بإذن الله (للمصاب).
أيضاً من الأوجه التي يستطيع بها الماء أن يدمّر السرطان هو أن خلايا السرطان لا هوائية anaerobic أي أنها لا تحب الأكسجين. الأكسجين يبدو في بعض التجارب أنه يقتل خلايا السرطان، وإذا توافر الماء وأحضر معه كل العناصر الدفاعية فإنه أيضاً يحضر الأكسجين إلى خلايا السرطان، وهذا سبب آخر لكون الماء علاج جيد للسرطان.
إنك تعلم أنه لا شراب ولا طعام أهم من الماء، لكن هل تعلم منافعه؟ وأضرار تركه؟ ترى في هذا الموضوع أحدها، كفاك الله الشر. احرص على شرب الماء الوافر كل يوم.