د. عبدالعزيز الجار الله
تواجه مدينة بريدة بالقصيم خطر تهدم بعض المساكن والمحلات التجارية والممتلكات الأخرى بسبب الانهيارات الرملية والانزلاقات في رمال النفود، بريدة من المدن القليلة جداً التي بُنيت على الرمل، فأقوى المدن هي من تم تأسيسها على أرضية صلبة ومرتفعة مثلاً على الحافات وظهر الحافة كما في غرب مدينة الرياض التي تأسست أحياؤها ومشروعاتها على الحافات الجبلية لسلسلة جبال طويق على ظهرة طويق الشرقية، أما مدينة بريدة فقد بُنيت معظم أحيائها الغربية والجنوبية والشرقية على الرمال مباشرة على قمم التلال الرملية، أو في الخبوب وهي أرض منخفضة عمَّا حولها بعمق حوالي (60 متراً) تحيط بها الكثبان الرملية، فمدينة بريدة باستثناء شمالها تحت تأثير الظاهرتين الجغرافيتين هما:
أولاً: الخبوب الزراعية: تم تحويل الخبوب - القرى - الزراعية إلى أحياء سكنية بالكامل مسحت بعض المزارع وتحولت إلى مخططات، وهذه الخبوب أشبه بوضعها الحالي مجاري أودية يلاحظ ذلك في المقطع الشرق - الغربي لبريدة طريق الملك فهد الذي ينصف المدينة إلى قطاعين شمالي وجنوبي، يخترق معظم خبوب الوسط ويعتلي الخبوب عبر الجسور والكباري ليكون المشهد أشبه بمجاري أودية عريضة للأكثر من (30) من الخبوب.
ثانياً: الكثبان الرملية: أقيمت بعض أحياء بريدة على سفوح الرمال وفي قمم الكثبان وفي نهايات التلال أقامت مساكنها ومشروعاتها من مدارس وكليات ومستوصفات ومرافق خدمية، وتكاد تكون بريدة باستثناء الشمال قامت على الظاهرتين الرمل والمنخفضات.
إذن هناك مخاوف حقيقية من انزلاقات تتعرّض لها قطاعات بريدة، من أهمها طريق الملك عبدالعزيز - الخبيب سابقاً - الذي يعد نبض الحياة الاقتصادية للقصيم والقوة التجارية، يمتد الطريق لأكثر من (10كم) في قسمه التجاري مهدداً لو زادت كمية الأمطار عن معدلها الأخير الذي وصلت إليه (135ملم) صفر 1437هـ - نوفمبر 2015م والذي يمثِّل مجرى وادي الفاجرة الشرقي مهدداً بالانزلاقات، فقد أُقيمت المحلات التجارية والمساكن على ضفتي تلال الخبيب الرملية الشرقية والغربية، ربما لا سمح الله تتعرّض لانهيارات وانزلاقات رملية وطينية من تأثير طول ساعات الأمطار وكمية السيول المنقولة واحتباسها بلا تصريف وعدم صمود المباني التي تجاوز تاريخها بنائها أكثر من (50) سنة وبالتالي تحدث الكارثة انهيار إحدى الضفتين أو كلتيهما، لو حدث سنفقد الأرواح والممتلكات ومدينة من المدن الرئيسة في بلادنا، الطريق الثاني المهدّد بالانهيار والانزلاقات والغرق التام طريق الملك عبدالعزيز الجزء الأوسط الذي تقع عليه إمارة القصيم والمستشفى التخصصي وباقي المشروعات الحيوية وهو محصور بين حافة بريدة الشرقية - الصفراء - ونفود الخبيب غرباً، مهدّد بانهيار النفود الواقع في الغرب، وغمر سيول وادي الودي الذي تم تأسيس طريق الملك عبدالله في بطن الوادي مباشرة وتحول حالياً بعد سفلتته إلى مجرى للوادي.