د. عبدالعزيز الجار الله
أصبح من السهل فرز وتصنيف المدن السعودية بفضل الله ثم بفضل المعلومات التي وفرتها هيئة الإحصاءات السعودية من خلال موقعها ومطبوعاتها وبخاصة الإحصاء الأخير 1431هـ -2010م، الذي بيَّن حجم الكثافة السكانية لبلادنا، من أجل ربطها بمشروعات البنية التحتية وتهديد مياه الأمطار ومخاطر السيول على المدن، لأن أمطارنا تحولت إلى فيضانات بسبب التعديات على الأودية، واتساع دائرة الفساد الإداري وتلاعب بعض المشرفين والشركات المنفذة، يأتي ترتيب المدن السعودية وفقاً للتعداد السكاني الأخير والزيادات التي تمت بعد التعداد الأخير والقراءات التي سيصل إليها التعداد القادم خلال الأربع السنوات وتوقعات العشر السنوات القادمة للمدن العشر الأولى:
مدينة الرياض: حوالي (6) ملايين نسمة.
جدة: حوالي (4) ملايين نسمة.
مكة المكرمة: حوالي (2) مليونين.
المدينة المنورة: حوالي مليون ونصف.
الدمام: حوالي مليون ونصف.
الهفوف والمبرز: حوالي مليون.
الطائف: حوالي مليون.
تبوك: حوالي مليون.
بريدة: حوالي مليون.
خميس مشيط: حوالي مليون نسمة.
هذه خريطة متوقعة للكثافة السكانية وتوزيع للاستيطان وانتشار السكان للفترة القليلة القادمة، وبالتالي أصبح لدينا مؤشرات نستدل بها في التوزيع السكاني يُضاف إلى معيار توزيع المناطق الإدارية للمملكة، لنجد أن منطقة مكة المكرمة تضم مدن (جدة، مكة المكرمة، الطائف)، المنطقة الشرقية تضم (الدمام، الهفوف والمبرز) في حين مناطق: الرياض المدينة المنورة، تبوك، القصيم، عسير. تضم مدينة واحدة، وبهذا أصبحت الخريطة الطبوغرافية واضحة ومحددة، ما هي المدن الأكثر كثافة سكنية، وبالتالي مدى حاجتها للحماية من تعرضها للفيضانات والسيول الجارية بسبب نقص بنية تصريف السيول والتعدي على الأودية.
لدينا مشكلة في المدن ذات الكثافة السكانية العالية ليس في نقص الأموال والصرف الحكومي، فالميزانيات على مشروعات التصريف والصرف الصحي وصرف المياه الزائدة لم تتوقف، فالدولة صرفت بسخاء على هذه المشروعات، أنما المشكلة إدارية وفنية هندسية وأخلاقية تتعلّق في الإدارة والفساد المالي في: أمانات المدن، هيئات المدن، بلديات المدن.أيضاً مشكلة رقابية ومحاسبية من وزارة المياه وشركاتها ومن وزارة البلديات، حتى تحوّلت مشروعات تصريف السيول إلى أكبر عمليات الفساد أشغلت أجهزة القضاء والرقابة والمحاسبية لسنوات طويلة وما زالت.
لا بد من العمل السريع لهذه المدن، وهي مدن ليست انتقائية إنما وفق معايير الكثافة السكانية وتعداد المساكن، والتعجيل في إنجاز بنيتها التحتية، للدخول في مدن العشر الأخرى، هي أيضاً لها أهميتها وضرورة حمايتها من السيول.