ناهد باشطح
فاصلة :
((الاعتدال ينبغي أن يكون هم الإنسان الأول))
-حكمة صينية-
لا أستطيع فهم أو تفسير التشفي الذي اقرأه في مواقع التواصل الاجتماعي تجاه تفجيرات باريس التي حدثت مساء الجمعة الماضي وراح ضحيتها العديد من الأبرياء.
الأكثر غرابة أن تأتي الشماتة من فنانين وإعلاميين من العرب لم يجدوا أي ذرة من حياء حتى يعلنوا شماتتهم في مواقع حساباتهم في تويتر من التفجيرات ومن فرنسا كدولة وكأن موت الأبرياء خارج حساباتهم.
قد أرجع شماتة البعض في تفجيرات باريس إلى نقص الوعي واختلاط المفاهيم التي يمكن أن تضلل الإنسان البسيط فتطغى قناعاته المضللة على حسه الإنساني.
لكن كيف لي أن أفسر سلوك الشماته عندما يظهر من قبل فنانين وإعلاميين!!
كيف أستطيع أن أفهم أن هذا الفنان وذاك الإعلامي يعمل من خلال ذائقة فنية تهذب مشاعره وأن لديه رسالة سامية من واجبه نشرها في العالم..
هذه الرسالة أساسها نشر السلام والمحبة؟
كارثة أن يضل الفنان طريقه ويتحول إلى أداة سياسية أو دينية..
والكارثة الأعظم أن يتبجح بسلوك هو ضد الإنسانية يكشف عن وعيه السطحي بخطورة الإرهاب على الإنسان في كل مكان.
ولعل ما حدث من إعلان بعض الإعلاميين لشماتتهم يؤكد أن هناك إشكالية بالفعل في تكوين شخصية المثقف حين لا يستطيع الفن ولا الثقافة أن تهذب السمات الشخصية وهنا يصبح المثقف أخطر من أي إنسان آخر في المجتمع لأنه لديه خاصية التأثير الأقوى.
ولعل ما طالب به المغردون من دعوة فرنسا إلى اتخاذ الإجراءات القانونية تجاه الشامتين يكون درسا عادلا لأشباه المثقفين.