إنشاء صندوق استثماري سعودي - روسي بقيمة تصل إلى 4 مليارات دولار ">
موسكو - سعيد طانيوس:
توصل قطاعا الأعمال الروسي والسعودي أمس الأول إلى توقيع عدد من الاتفاقيات الاقتصادية والاستثمارية في مجالات مختلفة. وأبرز هذه الوثائق إبرام اتفاق لإنشاء صندوق استثماري بقيمة تصل إلى 4 مليارات دولار، يقوم بتمويل مشروعات مشتركة ويسهم في تنمية العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين.
ويضاف هذا الصندوق الجديد إلى صندوق استثماري آخر بقيمة 10 مليارات دولار اتفق على إنشائه صندوق الاستثمارات المباشرة الروسي وصندوق الاستثمارات العامة السيادي السعودي في شهر يوليو - تموز الماضي. وأوضح فلاديمير يفتوشينكوف رئيس مجلس إدارة الشركة المالية القابضة «سيستيما» أن حصة شركته في الصندوق الجديد من الممكن أن تبلغ 20 في المائة، لافتًا إلى أن الصندوق سيستثمر في مشروعات بروسيا والمملكة العربية السعودية في قطاعات اقتصادية مختلفة، من ضمنها قطاع النفط والغاز.
وافتتح وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك ومحافظ الهيئة العامة للاستثمار الأستاذ عبد اللطيف بن أحمد العثمان يوم الجمعة في موسكو «منتدى الأعمال الروسي السعودي» المنعقد تحت شعار «صداقة - شراكة - فرص». ودعا المسؤولان قطاعي الأعمال الروسي والسعودي إلى استثمار نقطة التحول في تاريخ العلاقات بين الدولتين. وكانت العاصمة الروسية شهدت خلال الأيام الثلاثة الماضية اجتماعات اللجنة الروسية السعودية المشتركة للتعاون التجاري الاقتصادي والعلمي والفني بين البلدين بمشاركة مسؤلين حكوميين من روسيا والمملكة العربية السعودية تم خلالها التوافق على أوجه التعاون بين موسكو والرياض وسبل تفعيل الاتفاقيات السابقة واستكمال مناقشة بعض الاتفاقيات.
ويأتي انعقاد أعمال الدورة الرابعة للجنة المشتركة وسط اهتمام قطاع الأعمال في البلدين في إيجاد شراكات استثمارية وتجارية وتوسيع نطاق التعاون بين روسيا والمملكة. واتفق الجانبان على تشكيل فريق عمل مشترك لمتابعة ما تم الاتفاق عليه ومتابعة المشروعات الناجمة عن هذه الدورة، إضافة إلى تكثيف اللقاءات الثنائية، خاصة بعد الدفعة الكبيرة التي جاءت من إعلان صندوق الاستثمارات في البلدين عن برنامج استثماري لإنشاء وتدشين مشروعات مشتركة بقيمة تبلغ 10 مليارات دولار.
من جهة ثانية، كشف محمد بكر الجهني، المدير العام لمؤسسة سفراء العطاء لأعمال الإغاثة والتنمية، ورئيس بعثة الحج السياحي، أن مركز الأبحاث الروسي السعودي المشترك سيركز على صناعة الأدوية ومواد التجميل.وقال الجهني في مقابلة، أجرتها معه وكالة «سبوتنيك» الروسية الحكومية بخصوص المشروع الروسي السعودي المشترك، الذي تم توقيع الاتفاقية بخصوصه في موسكو، «هو مركز أبحاث روسي سعودي، ستكون له مصانع للأدوية ومواد التجميل، وسيكون إنشاؤه في المملكة بالشراكة مع شركة «فارميكو» الروسية».
وكان الطرفان السعودي والروسي، قد وقعا مذكرة تفاهم لإنشاء هذا المركز في المملكة العربية السعودية خلال فعاليات الدورة الرابعة للجنة الحكومية الروسية- السعودية المشتركة، للتعاون التجاري والاقتصادي والفني والعلمي.
وتابع الجهني، قائلاً: «بعد توقيع مذكرة التفاهم نبدأ إجراءات إطلاق المشروع»، مضيفًا أن «مراكز هذا المشروع ستكون منتشرة في الرياض وفي جميع مناطق المملكة، وسيختص في الأدوية وفي الأبحاث الطبية. وفيما يخص الشركة الروسية هنا، سنعمل نفس النظام تمامًا في السعودية».
وتابع الجهني قوله، أن شركة «فارميكو» الروسية «هي شركة كبيرة وعملاقة هنا»، مضيفًا أن الجانب السعودي يتوقع أن «تكلفة مشروع مثل هذا لا تقل عن 500 مليون دولار، وتكلفة المصانع وغيرها»، متوقعًا في الوقت ذاته أن تزيد القيمة النهائية لهذا المشروع المشترك عن المبلغ المذكور. وأشار الجهني إلى أنه بحسب أنظمة التعليمات، سيكون طبيعيًا، أن يعمل في المركز الجديد في السعودية خبراء روس سوية مع خبراء سعوديين. واختتمت، في موسكو أعمال اللجنة الحكومية الروسية السعودية المشتركة للتعاون التجاري والاقتصادي والعلمي والتقني، حيث أكَّد الجانبان على أهمية النهوض بمستوى التبادل التجاري والاقتصادي والتعاون الاستثماري.وترأس اللجنة من الجانب الروسي وزير الطاقة ألكسندر نوفاك، ومن الجانب السعودي محافظ الهيئة العامة للاستثمار الأستاذ عبداللطيف بن أحمد العثمان، وفي ختام أعمال اللجنة التي استمرت يومين وقع الجانبان المحضر النهائي لأعمال الدورة الرابعة، إضافة إلى توقيع عدة مذكرات تعاون بين قطاعي الأعمال في البلدين لإنشاء مشروعات مشتركة. وأكَّد وزير الطاقة الروسي أهمية الارتقاء بحجم التعاون التجاري بين البلدين الذي لم يتخط 1.1 مليار دولار في عام 2014، ليتماشى مع إمكانات البلدين.
وأشار نوفاك إلى أن انعقاد اللجنة المشتركة وما ضمته م ن عدد كبير من ممثلي الدوائر الحكومية والشركات الخاصة يعد مؤشرًا جيدًا لمدى التقدم الذي يمكن إحرازه في الفترة القادمة. وسيعمل الجانبان على تشكيل فريق عمل مشترك لمتابعة ما تم الاتفاق عليه ومتابعة المشروعات الناجمة عن هذه الدورة، إضافة إلى تكثيف اللقاءات الثنائية خاصة بعد الدفعة الكبيرة التي جاءت من إعلان صندوق الاستثمارات في البلدين عن برنامج استثماري لإنشاء وتدشين مشروعات مشتركة بقيمة تبلغ 10 مليارات دولار. وتعد هذه الاستثمارات أكبر استثمارات أجنبية في تاريخ الصندوق الروسي، متجاوزة استثمارات سابقة لصندوق الإمارات العربية المتحدة السيادي بقيمة 7 مليارات دولار.