بندر عبد الله السنيدي ">
المطر نعمة الله من السماء. التي نرتجيها من الله عز وجل في مثل هذه الأيام من كل سنة. ونترقبها سنوياً في الموسم الذي تكثر فيها الأمطار. بل أمرنا الله عزّ وجلّ ورسوله بإقامة صلاة الاستسقاء عند تأخر المطر. ولعظم فضل المطر دائماً ما نتذكر ما رواه أنس بن مالك رضي الله عنه في صحيح مسلم أنه قال: أصابنا ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مطر فحسر رسول الله صلى الله عليه وسلم ثوبه حتى أصابه من المطر. فقلنا يا رسول الله لم صنعت هذا! قال لأنه (أي المطر) حديث عهد بربه تعالى. ومعنى حسر هنا أي كشف عن ثوبه. ومن أعظم فضائل المطر أنّ الله عزّ وجل أضافه إلى نفسه. فقال في سورة الأعراف الآية رقم خمسة وسبعون: {وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ}. تكثر في موسم الخريف الأمطار وتفرح بها الأشجار والزرع والحيوان قبل الإنسان. بل إنّ باطن الأرض يتشوّق لذلك المطر ليمتلئ منه ويشبع. يبرز ذلك بسبب شح المياه الجوفية في جزيرة العرب على وجه العموم والمملكة العربية السعودية على وجه الخصوص. مع تلك الخيرات التي نستقبلها من السماء، وهي رحمة من رب العباد، تكثر مقاطع نشر الاستمتاع بتلك الأمطار. تتجول تلك المقاطع بين الموقع الأشهر (تويتر) والـ(فيس بوك) وكذلك الـ(وتس اب) أو الـ(سناب شات). فرحاً بتلك النعمة التي أرسلها لنا رب العالمين. يتخلل تلك المقاطع مغامرات مخيفة ولا أظن أحداً منا لم يشاهد مقطعاً من تلك المقاطع. فهذا الشاب أو الرجل يحاول تجاوز وادٍ من الوديان بسيارته الجيب. وآخر (يتميلح) بالسباحة في الأودية الجارفة المخيفة. بينما أحدهم يغامر بالسقوط من أعلى الارتفاعات على برك مياه تجمعت وأصبحت مستنقعاً. مخاطر مخيفة تتصدر مقاطع الفيديو المنشورة تنم عن عدم وعي بها. أو كما ذكرت لكم (تميلح) من نوع آخر وفرد عضلات، الهدف منها إثارة الدهشة لدى الآخرين سواء القريبين من أرض الحدث أو المشاهدين لتك المقاطع. فأصبح الشغل الشاغل لرجالات الدفاع المدني هو إنقاذ هذا أو ذاك. أصبح جل (بضم الجيم ) اهتمام رجالات الدفع المدني هو الإنقاذ بسبب أخطار تعرّض لها مواطن أو أكثر بطوعهم واختيارهم. بل بسبب مغامراتهم الغريبة الخطرة المخيفة. هذه الظاهرة من وجهة نظري لن تتوقف وليس لها حل. والمتضرر الأكبر هم رجال الدفاع المدني. لا ينكر أحد أنّ ذلك من أولويات الدفاع المدني وواجباته، ولكن في الحالات التي يقعيها الحدث مصادفة بدون قصد. أما تعمُّد المغامرة وبشكل مخيف وكثير، فإنني أعتقد أنه لابد من وضع قوانين ولوائح لردع من (يتميلحون) ويخاطرون بأرواحهم، حتى لا يكون شغل رجالات الدفاع المدني الشاغل فقط تخليصهم من قصور عقولهم، من خلال تلك المخاطر عندما يحصل ما لا يُحمد عقباه.. في الأخير أتمنى السلامة للجميع.