سعد الدوسري
الاحتفالية التي شهدتها بعض المؤسسات بمناسبة يوم الطفولة العالمي، سوف تُحسب للنساء والرجال الذين كانوا دوماً مؤمنين بأن ثقافة الطفل يجب أن تكون حاضرة في كل الأوقات، عبر الكتاب والمرسم والمسرح، وأن يكون الحضور متواصلاً، غير مرتبط بمناسبة أو بفعالية.
يجب أن نوجه لهؤلاء الشكر الجزيل، فليس أجمل من أن نلفت أنظار المجتمع لتلك الابتسامات البريئة التي تحمل في داخلها الأمل والحب النقي والطهارة المطلقة، لعلها تحيي هذه القيم فيمن خسروها، وتغسل قلوبهم وأرواحهم مما أصابها ولوّثها.
إننا بحاجة ماسة لكي نوسع دائرة العمل للأطفال، لأنهم منسيون طيلة العام، ولا يكفي أن نمكث طيلة أشهر السنة في غياب عنهم، ثم يأتي يوم 20 نوفمبر، لكي نصحو لهم ونهديهم باقة من الكلمات، ولنعود للنوم مرة أخرى.
علينا أن نجعل كل أيام السنة يوماً للطفولة. علينا أن نخصص كلَّ الوقت لثقافتهم وللحوار معهم، لأنهم هم من سيقودنا غداً. ويجب أن يتم ذلك بوعي شديد. فحينما نخاطب الأطفال بلغة مندثرة، فلن يفهموا ما سنقول. وحينما نستخدم معهم اسلوب الوعظ والارشاد، أو اسلوب التهديد والتخويف، فسينصرفون عنا لا محالة. وحينما نقيم لهم مكتبة أو مسرحاً، دون أن نتيح لهم فرصة إبداء آرائهم، فسيرحلون عن المكان في الحال.
لنشرك الأطفال كل يوم بحياتنا، بكل مستجداتها. لا نقصص عليهم حكاية «عقلة الاصبع»، في حين أن الأصابع التي حولهم، تدخل إلى ثقافة وترفيه العالم، بنقرة واحدة.