مندل عبدالله القباع ">
نحمد الله أننا مجتمع مسلم متماسك ومتحاب ومتعاون يشد بعضه بعضاً، (نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر)، لأننا نطبق شريعة الله المتمثل في الكتاب وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم منذ تأسيس الدولة السعودية الثالثة على يد موحدها الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - حتى عمَّ الأمن والرخاء جميع أطراف ومناطق المملكة، وعمَّت سحائب مظلة التنمية كلَّ فرد من أفراد المجتمع، لأنَّ التنمية تتجه منه وإليه، وأصبحنا - والحمد لله - نعيش رغد العيش والأمن الاجتماعي، فاتسعت دائرة المعارف وانفتح أفراد المجتمع بعضهم على بعض من الشرق والغرب ومن الشمال والجنوب، ونتيجة لهذا أصبحنا أكثر قوة وصلابة وتلاحماً، لكن دخلت علينا العمالة الوافدة من إخواننا العرب والأجانب من أكثر الجنسيات، لأن تنمية وطننا تتطلب هذه العمالة التي تقدر بأكثر من ثمانية ملايين شخص، وكما هو معلوم أنه لا بد من هذه العمالة أن تحتك بأفراد المجتمع حتى تسير أمور التنمية في المسار الصحيح على مستوى الحكومة والأفراد، وصاحب ذلك الأطباق السماوية التي تبث بعض القنوات الفضائية، ثم لحق ذلك وسائل التواصل الاجتماعي (من تويتر والفيس بوك والانستغرام.. الخ) فحصل ما حصل من أن هذه الوسائل من التقنية دخل كل بيت وأصبح يحمله كل رجل وامرأة وشاب وحتى الأطفال الصغار وفي أغلب الأوقات وفي المناسبات.
فأصبح هناك تغيرات بين بعض أفراد المجتمع من تلقي بعض الأحاديث السلبية وبعض التقليعات والأفكار منها الجيد ومنها السيء، فأصبحنا نشاهد في بعض الأوقات سلوكاً غير حضاري ومضاداً للمجتمع من بعض المتلقين من هذا التواصل الاجتماعي، فأصبح هناك عنف بين بعض الشباب في الشوارع والمدارس وبعض الأسر، فكم ولي أمر عنف زوجته أو أخته أو حتى أمه أو بعض أولاده، حتى الأطفال الصغار أصبحوا يقلدون بعض الممثلين وخصوصاً الأجانب، فهذا يدور في مجتمعنا وبيننا، وخطباء بعض مساجد الجمع وهم مؤهلون تأهيلاً شرعياً ولهم دور كبير في إصلاح أفراد المجتمع وتوعيته بعيدون عن ما يحصل من قضايا ومشكلات تهم المجتمع وأفراده مثل قضايا العنف في الأسر وقضايا إطلاق النار حتى بين الإخوان واستعمال السلاح الأبيض من طعن وقتل بين بعض الشباب، ولا ننسى الوسط المدرسي حتى المعلمين والمدرسين لم يسلموا من هذا السلوك والأفكار المتطرفة، والمتطرفون في الوسط المدرسي الذين هم كالأسفنجة يمتصون كل شيء إذا لم يكن هناك توجيه لهم.
وخطباء المساجد بعضهم لا يركز على هذه المواقف، وخطباء الجمع كما قلنا - والحمد لله - مؤهلون تأهيلاً علمياً وبعضهم يحمل الشهادة العليا، وحبذا لو يركزون على تربية الناشئة من قبل الوالدين من أجل تربيتهم التربية الأسرية الصحية ونبذ العنف والأفكار المتطرفة وبر الوالدين والتكاتف والتعاضد بين أفراد المجتمع، ولكن وكما قلنا مجتمعنا بعض أفراده يعرفون هذه الأمور ومطلوب من خطباء الجمعة تذكير الناس بالسعي في الأرض وإعمارها، المؤمن القوي خير من الضعيف، ولو أن هذا المقصود منه الإيمان لكن إعمار الأرض وتنميتها يتطلب قوة المال والوسطية مطلوبة بين الدنيا والآخرة لأن التنبيه في علاج مشكلات المجتمع وبحثها وتوضيحها وتوعيتهم من أجل إصلاح الناس أيضاً يعد (عبادة) يثاب عليه فاعله، فيا أيها الخطباء لا تنسوا في خطبكم ما يصلح أفراد المجتمع شباباً وشيوخاً رجالاً ونساءً من أجل علاج قضايا المجتمع التي تمس أمنه واستقراره لنكون يداً واحدة ضد الأعداء الذين يريدون عدم استقرار وأمن هذا البلد، لأن كلامكم مسموع ومؤثر ومعتبر. والله من وراء القصد.