د. عبدالعزيز الجار الله
لا أحد يقر أو يتفق مع أهداف أونتائج تفجيرات باريس مساء الجمعة الماضية، التي نفذتها داعش كمذبحة عشوائية ضد أبرياء، فلا يوجد أي مبرر لقتل الناس الأبرياء الآمنين في مدنهم من أي طرف فهي جرائم ضد الإنسانية.
لا أسوِّق أي مبرر لفعل القتل لكن على أوروبا مسؤوليات تجاه، الشرق الأوسط، والشمال والصحراء الإفريقية، وشرقي إفريقيا على النحو التالي:
الشرق الأوسط : تعد أوروبا اقرب الدول الغربية للشرق الأوسط ولا يكاد يفصلها سوى البحر الأبيض المتوسط، وحتى البحر الأبيض لا يعد بعازل لقرب المسافة ولوجود المضيق والجزر، فأنور الدول تتلاقى عن قرب، فهل من المنطق أن تبقى القضية الفلسطينية لأكثر من (70) سنة معلقة في انتظار حل الدولتين، فأمريكا بعيدة جغرافيا عن صراع الشرق الأوسط ويفصلها عن الصراع دول عديدة والمحيط الأطلسي وقارة أوروبا، أيضا روسيابعيدة كل البعد عن مركزصراع الشرق الأوسط تفصلها دول اسيا الوسطى، إذن الطرف المباشر واللصيق للشرق هي أوروبا فهي الشريك في السلم والاضطرابات، فعندما أهتزت بلاد العرب أبان ربيعها كان لابد أن تهتز أوروبا باللاجئين والمهاجرين وهو ماحدث أن غص شرقي أوروبا باللاجئين الهاربين من جحيم سورية.
الشمال والصحراء الإفريقية: تنحصر إفريقيا بين بحار تحيط بها فمن الغرب يحدها المحيط الأطلسي، من الجنوب المحيط الهندي، من الشرق المحيط الهندي والبحر الأحمر، من الشمال البحر الأبيض المتوسط وهي مياه متشابكة، يلتقيان المحيطان الهندي والأطلسي ليشكلا الطوق القابض على إفريقيا من الغرب والجنوب وأجزاء من الشرق فيصبح الشمال أي البحر الأبيض المتوسط أضعف الأضلاع ويتحول إلى محور عبور للمهاجرين واللاجئين من إفريقيا إلى أوروبا، وسوف تزداد الهجرة السكانية من إفريقيا بسبب الحروب والفقر والفوضى والانفلات السياسي.
شرق أفريقيا : دول هذا المحور من الجنوب إلى الشمال : الصومال، جيبوتي، اثيوبيا، أرتيريا، الصومال، مصر. هذا المحور يجب أن يحافظ على قوة دوله لانه لو انكسر ستتعرض: دول الخليج وبالذات السعودية واليمن، أيضا إيران، العراق، بلاد الشام، تركيا ستتعرض إلى هجمة سكانية من إفريقيا المحاصرة بالمحيطات والبحار والجوع والفقر والحروب السياسية.
هذه ليست تبريرات لهجوم باريس (نوفمبر 2015م) لكن ترك جراح فلسطين ينزف أكثر من (70) سنة، وترك ربيع العرب بلا حلول وهذه سورية تحترق الآن، وإهمل أفريقيا اقتصاديا وسياسيا وتنمويا تركها بلا حلول سيضاعف من الهجرات ويزيد من الجماعات المتطرفة، فقد حان الوقت لمعالجة أزمات الشرق الأوسط وإفريقيا حتى يخرج العالم من نفق الإرهاب العالمي.