موضي الزهراني
أطلقت جمعية مودة الخيرية بحضور مميز وفاعل من رئيستها سمو الأميرة سارة بنت مساعد بن عبدالعزيز، حملة «نبني لهم» مساء الأثنين الماضي في فندق لوذان النسائي، هذه الحملة تدعم المشروع الحقوقي الأُسري المميز «بيت مودة للزيارة الأسرية» وذلك بهدف إيجاد بيئة نموذجية لزيارة ورؤية أطفال النزاع الأسري (أطفال المطلقات) هذا البيت الذي مهما تحدثت عنه لن أعطيه حقه من حيث أهدافه الإنسانية بالدرجة الأولى لأنه مشروع لاتتوقف نتائجه على الوقت الراهن لواقع الطفل محل النزاع، بقدر ماترتبط نتائجه بتشكيل شخصيات جيل قادم نأمل منه السواء السلوكي، والثبات النفسي! فهذا البيت ينهي معاناة مئات الأُسر المنفصلة والذي ترعاهم وتتابع قضاياهم، وتعالج مشكلاتهم جمعية مودة، هذا البيت بلاشك أيضاً سيحقق الأمان النفسي والعاطفي لأطفال استيقظوا على صدمات نفسية وأسرية تحيط بهم من كل صوب بعد انفصال والديهم، وتعرضوا لإحباطات قوية، ومواقف قاسية مجردة من الرحمة عندما يتم سحبهم إلى مراكز الشرط لكي يتم رؤيتهم من قبل أحد والديهم ! وهذا سيلغي الشتات النفسي والأسري مابين الأطفال ضحايا النزاع وآباءهم الذين لايرتضون بسهولة تنفيذ أحكام الزيارة في مكان آمن من جهة الأم! فالخدمات العظيمة التي تقدمها جمعية مودة من خلال هذا البيت لن يلمس عظمتها الإنسانية إلا من عايش ولامس معاناة المطلقات وأطفالهن عن قرب، وهذا ماقامت به الجمعية مشكورة من خلال تبنيها هذا المشروع الحقوقي الأول من نوعه وبدعم من وزير الشئون الاجتماعية د ماجد القصبي، والجهات ذات العلاقة مثل الجهات الأمنية وتفاعلها مع رسالة الجمعية لحماية الأطفال من المواقف الصادمة في المراكز، وأيضاً من الجهات الهامة «محكمة الأحوال الشخصية وقضاتها الداعمين لرسالة الجمعية» وأهمية تأييدها بعدد من القرارات التي أصدرتها من أهمها:- إصدار أحكام مستعجلة ونهائية تقتضي بأن تكون الزيارة بمقر الجمعية وليس في مراكز الشرطة، وكذلك إسناد الصلح والتوفيق بين الأبوين المتنازعين للجمعية وليس للمحاكم ورجال الشرطة، والأهم إصدار عقوبات بشأن الرافضين لتنفيذ أحكام الزيارة أو المماطلين لها حيث يتم إيقاف الخدمات والحبس لمدة لاتقل عن 24 ساعة!
إن حملة «نبني لهم» لاتحتاج لدعم الجهات الرسمية فقط، بل تحتاج للدعم السخي من رجال الأعمال والبنوك والشركات ذات الاهتمام الخيري والانساني الذي تزخر بهم بلادنا، فالحملة ستقدم بيتاً هادفاً لاحتواء فئة تعاني من قسوة النزاع وآثاره في حياتها، وسيضم أهم فئة على قلوبنا ألا وهم (الأطفال) الذين إذا عاشوا نزاعات من أقرب الناس لهم، فإنهم سيكونوا بلاشك قنابل موقوتة مستقبلاً يحتاج الأمر توخي الحذر وعدم الاستهانة بذلك ! لذلك أدعموا البيت فإنه حماية وأمان لجيل يعاني من النزاع الأسري، ومهدداً بالنزاع النفسي والسلوكي مستقبلاً.