موضي الزهراني
شاهد الكثير منكم مقطعاً متداولاً عبر مواقع التواصل الاجتماعي يحوي محاولة اختطاف طفل من أمام شقق سكنية في أحد أحياء الرياض، وتضمن المقطع مقاومة الطفل بقوة وشجاعة للخاطف الذي فشلت محاولته في سحب الطفل لداخل السيارة!ونجاة الطفل منه وهروبه بأقصى سرعته خوفاً من هذا المجرم الذي خطط لجريمته بكل ثقة غير عابئ بالعقوبة التي ستطبق بحقه إذا نجح في تنفيذ جريمته التي تهتز لها السموات والأرض!
هذا المقطع قد حدث مثله سابقاً من نماذج مريضة ومجرمة لا خوف ولا رادع لديها من غضب الله! وقد يحدث بشكل متفاوت في أماكن أو بيوت لم تكشفها كاميرات مراقبة، ولم تعلم عنها عيوناً ساهرة، ولا قلوباً حيّة للتبليغ عنها للجهات المسؤولة لمعاقبتها! ولا نملك تجاه ذلك إلا بالتأكيد على أهمية البرامج والحملات التوعوية للأهالي للانتباه والحرص على أطفالهم وعدم تركهم بدون رقابة في الطرقات العامة، أو تركهم بدون متابعة ورقابة مع السائقين وهم صغار في مرحلة الطفولة المبكرة والمتوسطة، لأنهم لا يستطيعون الدفاع عن أنفسهم وإذا تعرضوا لمثل هذه المواقف الصادمة لطفولتهم، والنازعة لبراءتهم فإنهم يقعون تحت تأثير الصدمة لسنوات طويلة ولا يتحدثون عمَّا تعرضوا له خاصة (في الأجواء الأسرية المفككة، وغير المستقرة) كذلك توعية الأمهات بمهارات الاكتشاف المبكر لتعرض أطفالهن للإساءة الجنسية، حيث تجهل كثير من الأمهات هل طفلها تعرض للإساءة الجنسية أم لا! بل كثير منهن لا تُكلف نفسها مرافقته للمدرسة إذا كان مع سائق، ولا تُكلف نفسها مراقبة نظافة ملابسه بعد عودته من الخارج، ووقت نومه كيف تكون وضعيته طبيعية أم هناك ملاحظات تؤكّد أن طفلها قد تعرض لمكروه ما، مما يحتاج منها الدعم والعلاج لطفلها قبل أن تستفحل حالته! ولا أنسى أيضاً أهمية تكثيف برامج التوعية للأطفال من مختصين في هذا المجال بما يتعلّق بمفهوم الطفل عن ذاته (وماذا يعني له البعد الجسدي) كبعد من أبعاد الذات لكي يحافظ عليه من أي اعتداء عليه سواء من داخل محيط الأسرة أو من خارجها! كمثل مقاومة هذا الطفل الذي تضمنه هذا المقطع المؤلم لنا جميعاً كأمهات وآباء، والذي أنقذته من شهوة هذا الوحش الذي قد يكون (ضحية لاعتداء سابق لازمه طوال سنوات حياته ولم يتم التدخل العاجل لعلاجه) وبعد ذلك أصبح مجرماً تجاه هؤلاء الأطفال الضعفاء بسبب روح العدوانية والانتقام التي تسيطر عليه! وحيث إن مواقع التواصل ساهمت في نشر وتداول مثل هذه المقاطع القاتلة للطفولة وأن كانت تعطي الحذر والتخفي للفاعل عن قبضة العدالة، إلا أنها ستكون سبَّاقة في تحذير الأهالي بعدم الاستهتار بواجبهم تجاه تأمين حماية أطفالهم بشتى الطرق، وعدم تركهم بدون رقابة، أو في أيدي غير أمينة، ولا بد أن نسعى جميعاً لنكون مناهضين لأي اعتداء على الأطفال حتى لا نساهم في تقديم جيل منحرف للوطن التي لا تألو حكومته جهداً في تطبيق أقصىلعقوبات بحق من ينشر الفساد على أرضها الطاهرة!