موضي الزهراني
في الأسابيع الماضية قدمت مجموعة المحامي فيصل الطايع للمحاماة والاستشارات القانونية برنامجها التوعوي «واعية» في عامه الثاني لمنسوبات ولمقيمات دار الضيافة للفتيات بالرياض برعاية من وزارة الشؤون الاجتماعية، وذلك لنشر الثقافة القانونية وتعريفهن بحقوقهن وواجباتهن القانونية، وكذلك المساهمة في تدريب منسوبات ومنسوبي وحدة الحماية بالرياض بترقية عملهن فيما كلفن به من مهام جسيمة تقوم على تأهيل الحالات لإعادة تكيفهن التكيف المناسب لحياتهن الأسرية، وكيفية مطالبتهن بحقوقهن والقيام بواجباتهن بما لا يخل بدورهن الاجتماعي.
فالثقافة القانونية بلا شك التي تبناها هذا البرنامج الهام أتمنى أن تتبناها جميع مكاتب المحاماة أسوة بمجموعة الطايع، لأن هذه الثقافة أصبحت مطلباً هاماً للكل، وللعاملين أيضاً في المجالات الإِنسانية الحساسة أكثر خصوصاً لمنسوبي ومنسوبات وزارة الشؤون الاجتماعية كمثال «دور الحماية والضيافة الاجتماعية، ومؤسسات رعاية الفتيات، ودور الأيتام، ودور الملاحظة والتوجيه» ولمنسوبي وزارة الداخلية كمثال «السجون»، حيث إن المقيمات في هذه المراكز أو جهات التوقيف ضحايا بسبب الجهل بالحقوق الشرعية، وأصبحن مضغة سهلة للاستغفال والاستغلال بشتى أنواعه، ووقعن في مخالفات شرعية ونظامية تسببت في تعرضهن لعقوبات مختلفة! مما يتطلب أن تكون هذه البرامج معتمدة على مستوى أكبر من خلال تلك القطاعات الحكومية بشكل دوري، ومن خلال أيضا مراكز التدريب، والجهات الخيرية، ومراكز التنمية، والجامعات، فالعلم بالشيء خير ألف مرة من الجهل به، فهناك نساء تعرضن للعنف وخسرن حقوقهن الشرعية والمدنية بسبب ضعف ثقافتهن القانونية، وفتيات خسرن أُسرهن وسمعتهن بسبب استغلال عاطفتهن والتخلي بعد ذلك عنهن ليكن عرضة للعقوبات الشرعية! وهناك فتيان وفتيات تم استغلالهم وابتزازهم الكترونياً ووقعوا ضحية للجرائم الإلكترونية وهم في غفلة عن ذلك! وهناك من يجهلون كيفية حتى حماية أنفسهم من التعرض للتحرش الجنسي، أو الاعتداءات الجنسية التي قد تبدأ من الانقياد للعلاقات العاطفية الكاذبة وتنتهي بمشوار طويل خلف الأسوار! فهذه النماذج وغيرها من المآسي في المؤسسات الإصلاحية، ودور الضيافة، ودور الحماية الاجتماعية، أغلبها بسبب عدم الموازنة ما بين الواجبات والحقوق وكيفية المطالبة بها، والجهل بأهمية الاستشارات القانونية في مختلف القضايا ودورها في معالجة الواقع المرير لمن يعانون من انعدام تلك الثقافة في نهج حياتهن، بسبب التفكك الأسري، أو بسبب التنشئة الهشة التي لا تعطي لهذه الثقافة أهمية في إعداد أبنائها لمواجهة الصدمات والمواقف الصعبة في حياتهم! وأخيراً شكراً لمجموعة المحامي فيصل الطايع ولمكتبه النسائي هذا الإنجاز القانوني المتميز لنشر ثقافة الحقوق للجميع، وللعاملين في الجهات الإصلاحية والحماية الاجتماعية وذلك للحد من المخالفات القانونية التي تحدث بسبب جهل الغالبية بها.