محمد المنيف
لا يعيش شجر بين حجر إلا لصلابتها وقوة إرادتها بعون الله، ولا ينبت لها برعم ولا يطول لها ساق ولا تقوى أغصانها أو أن تشرئب واقفة بكل اعتزاز وبأقل قطرة ماء، أو طل من نجمة، أو بما تجود به رائحة ندى في أعماق التربة، مع ما كوفئت به من دعم شركات خاصة ولو قليلة ومؤسسات حكومية.
ولسان حالهم يقول:
سيفتح الله بابا كنت تحسبه
من شدة اليأس لم يغلق بمفتاح
إذ لم يتوقف أو يتراجع أو يعيق أبناءها الشباب أي عائق بقدر ما كانوا بحجم المسؤولية التي تحملوا فيها الحفاظ على مولود لا زال يحبو، كادت أن تقاذفه عواصف الشتاء وسموم الصيف، ولم يسلم شبر من ذلك الجسد من طعنات أقلام ومن ألسنة كالسيوف من تشكيليين يدعون الانتماء لهذا الفن، يسعون إلى التشتيت والفرقة بين المبدعين.. اتهاما في ذمم من يعمل بالجمعية.
ورغم كل ذلك سارت بكل اعتزاز منافسة لمن سبقوها وتاركة كل ما قيل ويقال رامية بكل ذلك في البحر، فمن يطعن في الظهر يبقى متأخرا، لا يستطيع الوصول إلى المقدمة، مستعينة بالله ثم بالصادقين من التشكيليين الذين يقدرون الجهود، ويشدون الأزر، ويعلون همم من يعمل.
هنيئاً للتشكيليين الصادقين بجمعية تحمل هموم فن الوطن وتضعه نبراساً ومصدر اعتزازاً بإبداعهم في ظل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمين الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز وولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، فكل تعب يتحمله شباب الجمعية أمام صعوبة تحقيق أي إنجاز تشكيلي مهما قل، إلا أنهم لا يتوانون في تحقيقه ويهون كل تعب أمام هدفهم الأسمى والأكبر وهو المشاركة في إعلاء اسم الوطن من خلال مجالهم، مؤمنين بأن إبداعهم رافد لا يمكن إغفاله في بناء حضارة هذا الكيان.
هنيئاً لجمعية التشكيليين بملك رغم انشغاله بهموم الوطن الكبيرة ملم بكل قطرة ماء تشكل نهر العطاء الوطني.. يقدر كل مساهمة في البناء، ويشكر كل وقفة وطنية من أي فرد مهما صغرت، ويفخر بكل بادرة تفوق وتميز تضيف لبنة نحو الارتقاء بهذا الكيان العظيم بعظمة خالقه.
هنيئا ثم هنيئاً للجمعية بهذا النجاح الذي تطل ملامحه مع إشراقة كل يوم ببرامج تتوالد وتزدهر دون انقطاع مهما تباعدت مسافاتها.. عنوانها الاستدامة والتفاؤل مشعل تزيح ظلمة طريق مستقبل الجمعية.. تسعى إلى تقديم ما يجعل من يعمل بها انه بالفعل فرد نافع همَّه ثوابت دينه ومحبة مليكه والإخلاص لوطنه.