فهد بن جليد
في ظني أن الأمير د.فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز وفريقه المُنظِم من أمارة منطقة القصيم ، نجحوا في تفعيِّل دور مجلس أمير المنطقة، ليُلامس هموم الناس، ويناقش واحدة من أهم القضايا والتحديات التي تواجه المجتمع ؟!.
فتأثر بعض أبنائنا بالأفكار الضالة، والتغرير بهم بات مشكلة تؤرق مضاجع الآباء والأمهات، مما يؤكد أهمية استعراض تجربة مركز محمد بن نايف للمناصحة والرعاية، وسماع القصص والتجارب من بعض المستفيدين مُباشرة، كخطوة في الطريق الصحيح نحو التعريف بهذا الجهد الكبير للعمل الفكري، والاستفادة والعبرة في ذات الوقت من القصص التي تروى وتعرض من أصحابها مُباشرة.
سألت أحد المستفيدين لماذا لا تروون قصصكم عادة لوسائل الإعلام المحلية ليستفيد الشباب؟ فقال إننا نُفضل الحديث مع القنوات الأجنبية، أكثر من العربية، بسبب تبعات اللقاء من نظرة المجتمع، والمحيط الذي قد لا يفهم الهدف والمغزى من عرض التجربة، وقد يحاسبك على خطأ دفعت ثمنه مُسبقاً!.
وهنا تذكرت ضرورة أن نتعامل مع أبنائنا المستفيدين بحب، ونفتح لهم ذراع الاندماج في المجتمع، كأشخاص أسوياء فاعلين، خاضوا تجربة مريرة، واستفادوا من الدرس جيداً.
نحن في حاجة لمثل هذا اللقاء المباشر وجهاً لوجه بين (الأهالي، ومقدم الخدمة والرعاية، والمستفيد منها) لتشخيص المشكلة، وسبر أغوارها، لقد شاهدنا التأثر بادياً على وجوه الحضور، مما يؤكد الاستفادة الكبيرة من هذا اللقاء الذي اتسم بالصراحة والشفافية، حتى أن المسؤولين عن مركز المناصحة، كانوا يرحبون بانتقادات الحضور، وأسئلتهم، ليجيبوا على مداخلاتهم، ويوضحوا الصورة الحقيقة لعمل المركز، مُرددين أن توجيهات (سمو ولي العهد وزير الداخلية)، تقضي بضرورة الاستفادة من كل ما يتلقاه المركز من أفكار ومقترحات وانتقادات تصب كلها في مصلحة العمل وتطويره!.
أحد الشبان الحضور من طلاب التعليم العام قال لي : لم اتخيل أن أقف في (ليلة واحدة) للسلام على أمير المنطقة، ثم الاستماع إلى رؤية (رجل الأمن، والمحاور الشرعي والنفسي)، ثم أنصت لتجارب مريرة عاشها أقران لنا ممن (غُرر بهم) من قبل الجماعات الضالة!.
لا يمكن أن أختم حديثي عن ماجرى في مجلس أمير منطقة القصيم، دون أن أترجم لكم (بكل أمانة) مارأته عيناي من موقف ينم عن دماثة خُلق، وإنسانية الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود، عندما طلب - دون أن يشعر به أحد غير الصحافيين الملاقيف أمثالي - من مدير العلاقات لديه، تقديم (بيالة شاي) بشكل خاص لمُتحدث من المركز، بعد أن فرغ من حديثه، لأنه كان يشرح طوال الوقت، ولم يتمكن من تناول القهوة أو الشاي مع الحضور!.
أن تهتم بمثل هذه التفاصيل، وأنت أمام العشرات من كافة شرائح المجتمع، وهم ينصتون إلى حديث هام وكبير، وحوار ونقاش حول (الإرهاب والفكر الضال) فهذا يدل على إنسانية رائعة يحمل هذا الرجل، وهي غير مستغربة من قادة هذه البلاد، وأمرائها.
وعلى دروب الخير نلتقي.