فهد بن جليد
ليلة البارحة (الأول) لم تكن ليلة عادية في مجلس أمير منطقة القصيم، عندما استضاف المسؤولين عن مركز محمد بن نايف للمناصحة والرعاية، ليتحدثوا عن تجربة المركز (العالمية) طوال السنوات الماضية، ويوضحوا الكثير من الحقائق الغائبة عن جهود هذا المعقل الفكري الفريد، في أول لقاء (شعبي) من نوعه مع الأهالي، بمختلف أطيافهم، من أصحاب الفضيلة، والمثقفين، والمفكرين، والشباب، ممن يشكلون نسيج المجتمع في منطقة القصيم!.
الأمر لم يقتصر على العرض المُحكم والمُبهج، بالأرقام والأعداد، والطرق العلمية والمنهجية التي تميز هذا المركز، وتوضيح نسب المستفيدين، وكيف نجح هذ العمل الناجح في جذب انتباه المهتمين والمختصين، ليصبح قبلة عالمية، وأيقونة سعودية، لكيفية مواجهة الفكر بالفكر، عندما استعرض المستشارون الشرعيون، والنفسانيون والاجتماعيون في المركز، الطرق العلمية التي ينتهجونها، والتدرج الذي يمر به (المُستفيد)، من أجل إعادته إلى جادة الصواب، ونفض الغبار، وإزالة الشبهات التي تغبش نظره، وتمنعه من رؤية الحق و الحقيقة، في منهجية عمل تنم عن مدى البيئة الاحترافية التي وصل إليها المركز اليوم بعد سنوات من العمل الدؤوب والشاق؟!.
الحقائق التي تحدث بها المختصون، كشفت للحضور جوانب جديدة، لتصحيح بعض المفاهيم التي يحملها العامة، ممن كانوا يعتقدون أن المركز هو من يطلق سراح الموقوف، ولكن الحقيقة هي أن المركز (مكان) لتصحيح المفاهيم، وإزالة الغبش عن العيون، وتقديم كل ما يضمن عودة المستفيد واندماجه في المجتمع من جديد، ورعايته لضمان عدم انتكاسته، وتسهيل كل العقبات التي تقف أمام ذلك، أما إطلاق سراح الموقوف فهو شأن (القضاء الشرعي) وحده!.
المسألة لم تقف هنا، بل إن الخطوة الرائعة الأخرى، كانت في مشاركة (شابان) ممن استفادوا من خدمات المركز، بعد أن حملا أفكاراً مشوشة، كانت ستجعلهما منخرطان (الآن) مع الجماعات الإرهابية، ليرويا تجربتهما أمام الحضور (من الأهالي، وطلاب التعليم العام)، وكيف نجح مركز محمد بن نايف للمناصحة والرعاية في إعادتهما إلى الصواب، واقناعهما للتخلي عن هذه الأفكار الضالة التي كانا يحملانها، بدفع الشبهات التي استغلها أعداء الدين والوطن للتغرير بهما، ومقارعة الحجة بالحجة، في مرحلة الحوار والإقناع، لتغيير حياتهما من شريدين طريدين، ليكونوا (نموذجين) فاعلين في مجتمعهما؟!.
- غداً نكمل بقية الحديث - وعلى دروب الخير نلتقي.