فهد بن جليد
أرسل لي أحد الأصدقاء العرب، رابطاً في إحدى الصحف السعودية، لتقرير عن (مجموعة مواطنين) في قرية بمنطقة الأحساء تحديداً، تعودوا على المشي منذ الولادة (دون نعال)!. اعتقدت بداية الأمر أن الخبر له علاقة ببعض المرضى النفسانيين، الذين يهيمون على وجوههم في الشوارع، ولكنني تفاجأتُ بأن هؤلاء يحرصون على ارتداء ملابس نظيفة، ومنهم من يملك مالاً وثروة، إلا أنهم حفاة مُنذ الولادة، منهم الشباب ومنهم من بلغوا العقد السادس من عمرهم، يمشون بأقدامهم العارية على الإسفلت وعلى التراب، غير مُكترثين بنظرات الآخرين، ولا يتأثرون بالزجاج، أو الأحجار، ولا تُشغلهم حرارة الصيف، أو برودة الشتاء، فالمشي بهذه الطريقة توارثوه عن أسلافهم، في حالة غريبة ونادرة بالفعل!.
القضية الأهم، هو تأثير هذه الحالة (المشي دون نعل) على صحة الإنسان.. فالتقرير السعودي يقول إن هؤلاء يتمتعون بصحة جيدة جداً، بفضل ملامسة أقدامهم للأرض مباشرة، وأنهم لا يذهبون للطبيب مُطلقاً، بل إن منهم من شعر بالحساسية، وتورمت قدماه، عندما حاول ارتداء الأحذية، مثل بقية الناس!.
يبدو أننا في حاجة لمراجعة المثل الدارج في مجتمعنا (إذا شفت الحافي، قل يا كافي)، فقد اكتشفت أن عدم لبس النعال ثقافة عالمية لها دلالات مُتعددة في بعض المجتمعات، ففي اليابان طقوس معروفة للمشي دون أحذية، كما أنه اشتهر في الصين (خلع الأحذية) في بعض المناطق عند نزول المطر، أضف إلى ذلك أن كل المُعترضين في العالم يحرصون على (المشي حفاة) للفت الانتباه، ولعل الأشهر قيام مجموعة من المكفوفين في إحدى الدول العربية، بالمشي دون أحذية وتعريض أرجلهم للخطر، للفت الانتباه لقضاياهم وعلاجها!.
تخلصت من (حذائي) أكرمكم الله، وقررت أن أقرأ عن فوائد المشي دون نعال، فوجدت أن الاحتكاك بين جلد باطن القدم والأرض يؤدي للتواصل بالمجال الكهرومغناطيسي للأرض، مما يوفر الطاقة الكافية للجسم (شحن الجسم بالطاقة) لتحسين المزاج، وعلاج نبضات القلب، التهاب المفاصل، زيادة فيتامين دال، زيادة مناعة الجسم، علاج اضطرابات النوم، والتخلص من عوارض ما قبل الحيض... إلخ!.
هنا قررت التوقف عن القراءة، وحشرت رجلي اليمنى (بالخطأ) في فرد حذائي الأيسر، مثل الأطفال الصغار، وتذكرت النهي عن المشي في نعل واحد، وقررت المشي لبعض الوقت (حافي القدمين)، على اعتبار أنه من (السنة المُنسية) كما ذكر في بعض الأحاديث!.
وعلى دروب الخير نلتقي،،،