سعد السعود
لم أستغرب يوماً الفشل الذي يغزو جنبات اتحاد الكرة في كل قراراته والتخبط الذي يعتري لجانه.. ففي كل واقعة أو حادثة يثبت لنا أنه أوهن من بيت العنكبوت.. ولذلك لم استغرب صمته عمّا يحدث من فوضى في معسكر المنتخب لتكون التدريبات مسرحاً للمفاوضات والتصريح بالانتقالات.. حتى أصبح اتحاد الكرة وكأنه الراعي الرسمي لهذه المزايدات.. عموماً وببساطة شديدة أقول: من ليس قادراً على إدارة معسكر وفرض الانضباطية لأسبوع فقط فحتماً لما هو أكبر أضيع.
ولذا فلم أتوقع أكثر من هذه السلبية التي تعامل فيها اتحاد الكرة سواءً مع إعلامي أو خالد شراحيلي وهما يلمحان لانتقال عبد الملك الخيبري بلا أدنى احترام للمهمة الوطنية التي هما فيها.. وبلا أي احترافية وذلك بتجاوزهم للأندية وحقوقها بعدم مفاوضة لاعبيه وهم لم يدخلوا بعد الستة أشهر أو كانوا في مهمة مع الأخضر.
وإن كان يحسب لإدارة الشباب تحركها في حفظ حقوق ناديها وعدم الشوشرة على اللاعب وهو بمهمة وطنية بشكواها ضد الإعلامي.. وهو ما أجبره على الاعتذار بعدما هرب بالبداية إلى ناحية أنه سأل الخيبري بصفته وليس بصفته الإعلامية.. فإنَّ الشبابيين الآن ينتظرون خطوة مماثلة وتصعيداً لأعلى مستوى لحفظ مكتسبات ناديهم وذلك بالتحرك ضد الحارس خالد شراحيلي.. وهو من صور مقطعاً مرئياً تم تداوله على نطاق عريض مساء الجمعة.. وذكر شراحيلي صراحةً أنهم أي في الهلال ينتظرونه والكلام موجه للاعب المنتخب عبد الملك الخيبري وكأن موضوع انتقاله أصبح بحكم المنتهي.
أخيراً، بعيداً عن سلبية اتحاد الكرة والتي تكررت في أكثر من موقف.. وبمنأى عن انتظار التحرك الشبابي كما حدث ضد الإعلامي.. بعيداً عن هذا أو ذاك أتساءل: هل ستتدخل لجنة الاحتراف في حالة كهذه وتعاقب أي لاعب محترف يتجاوز مهامه كلاعب ويتحول لمفاوض أو حتى عامل ضغط على لاعب آخر لكي ينتقل كما في حالتنا هذه؟! أم أن اللجنة تنأى بنفسها عن التدخل ولا نجد لها أي قرار في موضوع هو من صميم عملها.. ننتظر ما ستحفل به الأيَّام القادمة من أمور.
عمر الغامدي حكاية مجد
اكتمل بدراً مع الهلال وعاد لشبابه في الشباب.. لاعب لا يختلف على موهبته حتى ألد منافسيه.. قضى حتى آخر يوم له في الملاعب وهو غاية بالانضباط محترماً لعقده.. فلم نسمع يوماً عنه خروجاً عن النص أو تجاوزاً على المألوف.. بل كان محترفاً بمعنى الكلمة.
لذا لم استغرب هذا الإجماع عليه.. والاتفاق على تكريمه.. فمن زرع العمل يحصد التقدير.. ومن يبذر الإخلاص يثمر له محبة الجماهير.. ولأن الأرقام لا تصافح إلا الموهوبين.. وجدنا عمر يحتضن 26 بطولة في رقم تجاوز فيه العديد من الأندية.. ليختم كتاب المجد بكل سطوره وبكل أوراقه بحصوله على كل البطولات بكافة مسمياتها كأول لاعب سعودي يفعلها قبل أن يلحقه الشلهوب.. فماذا بعد يكتب من سطر وأمامنا عمر.
أخيراً، شكراً لصحيفتنا الجزيرة وهي تفرد صفحاتها لهذا اللاعب المبدع ليكتب خلاصة جهده ونتاج خبرته في سلسلة من الموضوعات.. حوت الفائدة وقدمت التجربة وأضاءت على الكثير من الصعوبات التي واجهها وكيف تجاوزها.. وكم أتمنى من كل لاعب ناشئ أن يقرأ تلك السلسلة ويستنبط منها تلك الإمضاءات لعلها تكون نبراساً له في مشواره القادم ويكتب مجداً جديداً كما هو كتاب عمر والذي كتب بماء الذهب.
أعان الله فريق نجران
علاوة على ما يعانيه مارد الجنوب من عدم اللعب في ملعبه واستبداله بالشرائع منذ بدء الدوري وارتفاع فاتورته المالية هذا الموسم بسبب كثرة التنقل وعدم الاستقرار في مكان واحد لبعده عن مدينته.. فالفريق أيضاً يعاني من أبسط حقوقه وهو توفير أماكن للتدريبات.. وسط صمت مطبق من اتحاد الكرة.. لم يكسر ذلك الصمت سوى تصريح إعلامي للمتحدث باسم اتحاد الكرة عدنان المعيبد الذي ذكر كلاماً إنشائياً عن الوقوف مع نجران وختمه بأنهم ينتظرون حقوق النقل وغيرها لصرفها للنادي.. وكأنه حتى بحقوق النادي هناك منة.
ولأن للأزمات رجالاً تحلها.. شاهدنا التدخل من الأمير متعب بن عبد الله بفتح منشآت الحرس الوطني في جدة لتدريبات نجران.. كما اجتمع معهم الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير عبد الله بن مساعد الذي وجه ببذل كل المساعي لتسهيل كافة المعوقات التي تواجه الفريق النجراني.. ولعل القادم يحمل لسفير نجران البشائر بانفراج كل تلك الصعوبات ليعود الفريق كما كان صعب المراس يعاني معه حتى أقوى الفرق.
آخر سطر:
لا تسخر من عثرة أحد.. لكي تجد من يواسيك في سقوطك.