سعد السعود
خمسة مدربين ذهبوا أدراج الرياح من دورينا ونحن ما زلنا في الجولة الخامسة.. مدربو النصر وهجر والرائد والوحدة والقادسية كانوا تحت مقصلة الإقصاء.. ولا ندري ماذا ستحمل الجولات القادمة من أسماء.. وكأني بمسؤولي الفرق يهربون من تحمل مسؤولياتهم، وجعل المدرب كبش فداء.. أيعقل ألا نسمع يوماً محلياً باستقالة إدارة نادٍ بسبب سوء نتائج.. في حين أن عدد المدربين المغادرين رقم لا يقبل الإحصاء؟
توقعوا كيف سيكون حال الفريق، وأي استقرار يمكن أن ينشده ومدربوه في الموسم الواحد لا يكادون يحفظون أسماء لاعبيهم إلا وهم مغادرون!.. أي عقلية إدارية تلك التي تدير أنديتنا؟!.. أي منطق هذا الذي يقول إن كل هؤلاء المدربين مخطئون؟!.. في حين كل تلك الإدارات منزهة عن التقصير؟!.. العجيب أن بعض أولئك المسؤولين لم يقوموا أصلاً بواجباتهم، ولم يفوا بالتزاماتهم في توفير ما يحتاج إليه المدرب من زاد بشري.. ومع هذا يحاكمونه بل يعدمونه بتهمة هو منها براء.
أخيراً، لتدركوا سبب تفوُّق أي فريق أو منتخب فتشوا عن الاستقرار وحسن الاختيار.. فقط تخيلوا أن منتخب ألمانيا بطل كأس العالم الأخيرة واحد من أكثر مَن نال ألقاباً دولية لم يدربه طوال تاريخه الكروي الممتد لأكثر من ستين عاماً سوى عشرة مدربين.. لعل آخرهم يواخيم لوف الذي تولى المهمة منذ منتصف عام 2006م، أي أنه بعد شهور سيكمل عامه العاشر وهو من كان قبلها مساعداً في المنتخب لعامَيْن.. بربكم، استقرار كهذا ماذا يمكن أن تكون نتيجته؟ ببساطة هو بطل كأس العالم في النسخة الأخيرة، وثالث النسختين اللتين سبقتاها.. وليس سراً أن اللاعب الألماني حالياً ربما هو الأكثر انضباطاً وعطاءً في كل دول العالم.. وكل ذلك لم يتأتَّ إلا عندما أدركوا أن حكاية (العب جولة تطرد مدرباً).. هي لعبة الفاشلين العاجزين عن صناعة شيء أكثر من اختلاق الأعذار والهروب من المواجهة.. لذا فلا نتوقع في القريب العاجل لرياضتنا الكثير على المستوى الدولي.. حتى يأتي الوقت الذي ندرك فيه أن الاستقرار هو السبيل للنجاح.. وحتى ذلك الوقت دعونا نحتفي في المطارات بالمدربين القادمين.. ولنبحث للمغادرين عن سيارة ليموزين.
نسخ ولصق يا ليث!
على مسؤولي الشباب العودة لانتقادات الشبابيين المخلصين في مثل هذا الوقت من العام الماضي؛ فهي أكثر ما يمكن تكرار قوله، ومن ثم محاولة معالجة الوضع قبل أن يعود الفريق لذات ما عانه مع الإدارة السابقة.. فالواضح أن الفريق نسخة طبق الأصل من فريق العام الماضي.
فلا يخفى على أي متابع أن أفونسو ليس ببعيد عن دياني وأنطوي؛ فالفريق هجومياً بلا أنياب، وينتظر فتات فرج من كرة ثابتة أو طائشة؛ لعلها تجلب فرحاً.. أما في الخلف فكما أن وليد عبدالله حمى الفريق من الخسارة في أكثر من لقاء في الجولات الأولى قبل أن ينهار وينهار الفريق معه قبل عام.. فالوضع الحالي ليس ببعيد؛ فمحمد العويس هو من تصدى للكثير من الكرات الخطرة، وجعل سجل الشباب خالياً من الخسائر حتى الآن.. ومتى ما تثاءب يوماً فأعتقد ستحل بالفريق كارثة!
صغار الشباب.. كبار!
تُوّج صغار الشباب عصر الجمعة الماضي بكأس الاتحاد السعودي للناشئين.. وهو التتويج المستحق عطفاً على ما قدمه الفريق في البطولة عموماً.. وفي اللقاء النهائي على وجه الخصوص.. فقد تجلى صغاره، وكانوا كباراً في الملعب.
والمتتبع لهذا الفريق الشاب ومَن يعمل خلفه لم يستغرب ما قدمه ولم يدهش من تتويجه.. فالعمل الكبير الذي قدمه كنعان الكنعاني المشرف العام للفئات السنية كان واضحاً للعيان ومحل الامتنان.. يشاركه في ذلك المنسق العام الأستاذ بسام العزام.. بمعية فريق من الإداريين والفنيين، يعون أدوارهم جيداً، ويغلّبون المصلحة العامة على مصالحهم.. لذا تحقق هذا الإنجاز.
آخر سطر
في الأهلي يتجلى السومة.. وفي الهلال يضرب ألميدا الخصوم.. وفي الاتحاد ريفاز يمزق الشباك.. ومع النصر مايقا يقدم الإضافة.. أما رجالات الشباب فكانت قلوبهم رحيمة بالمنافسين بجلبهم أفونسو.