فهد بن جليد
الروح الفُكاهية، أو (الطقطقة) التي مارسها السعوديون عبر شبكات التواصل الاجتماعي، تعليقاً على رؤية وتشخيص وزير الإسكان، ووصفه للأزمة بأنها (أزمة فكر)، أظهرت جانباً آخر من (شخصيتنا المرحة)!
أعتقد أن أكبر المُستفيدين مما يتم تداوله هم معالي الوزير، ووزارته الموقّرة، فقد قدّم لهم الناس على طبق من ذهب، (خلاصة فكرهم) تجاه الأزمة، واتضح أنهم بانتظار (حلول عملية) لا مزيد من (الأفكار) و(الوعود)، بكل تأكيد ردود الفعل هذه تعتبر (استبياناً مجانياً) صادقاً، حصلت عليه الوزارة من (الجمهور مُباشرة) دون عناء أو جهد، وبالتالي يُنتظر أن تستفيد إدارة العلاقات والإعلام، أو الجهة التخطيطية في وزارة الإسكان (لتحليل) ما قاله الناس؟ وتحديد توجهاتهم، بمعرفة أفكارهم الحقيقة التي يحملونها، والتي يعتقد الوزير أنها سبب في (أزمة الإسكان)، والتعامل مع هذه التعليقات بصدق وذكاء، وتقبلها (بروح رياضية)، للبحث عن الحلول العملية المناسبة، وفق هذا الفكر، وطرحها مُجدداً (كمُنتجات)!
طالبو السكن، ومن يعانون من المشكلة فعلاً على (أرض الواقع) من عامة الناس، هم الأولى بلقاء الوزير، ليستمع لصوتهم، ويسمعهم صوته حتى يحدث (توافق فكري) بين الطرفين، (مقدّم الخدمة، والمُستفيد)، ولأن معالي الوزير تحدث في المنصة (الخطأ)، وأحب أن يطرح فكره على النخبة فقط، صرخ حينها البسطاء، بعد أن التهبت أفكارهم من أجل الدفاع عن حقوقهم، والمطالبة بها بطريقة ساخرة، هذا باختصار ما حدث!
ملف الإسكان إرث تحمله الوزير، خصوصاً ما يتعلّق بطول مدة الانتظار، وتبخّر الوعود، وضبابية المستقبل، وهي عوامل رئيسة ساهمت في تشويش (أفكار) المُنتظرين، فإذا كان فكر الناس هو سبب (أزمة الإسكان)، فإنهم أوضحوا (طريقة تفكيرهم)، ورأيهم الذي يحملونه تجاه (الأزمة)، وباتت الكُرة في مرمى الوزارة مُجدداً لطرح الحلول لتغيير هذا الفكر!
عندما قال الفيلسوف الفرنسي ديكارت مقولته الشهير (أنا أفكر إذاً أنا موجود)، لم يتخيل أن الوعي بالمشكلة، وإدراكها، سيوقظ الناس ليعبّروا عن تفكيرهم بتلقائية، على طريقة بعض الوافدين (فَكّر أنا خوف)؟!
وعلى دروب الخير نلتقي.