فهد بن جليد
كان الله في عونك أيها (السعودي)، فلا أحد يتردد في ذكر (جنسيتك) والتشهير بها في الصحف، والأخبار على شاشات (الفضائيات)، بما فيها تلك المحسوبة عليك أصلاً، عندما يرتكب (أحدهم) خطأً، أو جريمة، أو حماقة ما، فتجدها تغطية مُختلفة تماماً عن تناول خبر (خطأ مماثل) يرتكبه حاملو الجنسيات الأخرى؟!.
لنوضح بالمثال، إحدى الصحف السعودية نشرت يوم - أمس الأول - نقلاً عن صحيفة خليجية : داعشي دبي (سعودي مخمور)! عندما تناولت حادثة (السائح المخمور) الذي هدد بتفجير (فندق راقٍ) في دبي، بعد أن اتصل بموظف الاستقبال وقال له إن لم يحضر أحد إلى غرفته، فسيقوم (بنسف) الفندق كاملاً بقنبلة بحوزته، مدعياً أنه من تنظيم داعش، السلطات الإماراتية ألقت القبض عليه، واتضح أنه مخمور، وقال لاحقاً بعد أن أفاق في قسم الشرطة، إنه غير مدرك لكل ما جرى، بعد أن وجد نفسه في قسم الشرطة!.
بالطبع نحن لا نقر هذا الفعل الشنيع، ولكن بمقارنته بأخبار أخرى تنشرها الصحافة المحلية، سنجد أنه لا يتم نشر الجنسية، ويكتفي بذكر مواطن (عربي)، أو (خليجي)، فمثلاً نُشر الخبر التالي (ضابط بحري عربي) مخمور، يتسبب في هبوط اضطراري لطائرة (فلاي دبي) في السعودية ،عندما كانت في طريقها من دبي إلى القاهرة، بسبب إثارة الفوضى، والاعتداء على طاقم الطائرة!!.
ذكر الجنسية أو الأسماء في وسائل الإعلام (منطقة ضبابية) غير واضحة، ولا تخضع لقانون مُحدد مُتعارف عليه، بل هي أخلاقيات مهنية، هناك من يرى أن ذكر الجنسية جزءً من الخبر، وهناك من يرى عكس ذلك، للبُعد عن (المسائلة القانونية)؟!.
يبدو أننا وحدنا من (يدفع الثمن)، فالتقليد المُتعارف عليه في وسائل الإعلام السعودية (عدم ذكر الجنسية)، حيث يكتفي بذكر (وافد)، أو (عربي)، أو (غربي)، أو (آسيوي)، بينما نعاني من تناقل وسائل الإعلام العربية والعالمية (لجنسيتنا)!.
في ظل عدم معرفتنا بقانون يمنع ذكر (الجنسية)، فأعتقد أن على وسائل الإعلام السعودية التحرر من (العاطفة والمجاملة)، وذكر جنسية من يعنيه الخبر، فالكل يقول سعودي بـ (الفم المليان)؟!.
وعلى دروب الخير نلتقي.