أ. د.عثمان بن صالح العامر
نحن في زمن لا يعرف إلا القوة، ولا مكان فيه إلا للأقوياء، ومن أهم ركائز القوة وقواعدها وأركانها وأسسها في عالم السياسة والاقتصاد وكذا الثقافة والاجتماع التكاتف والتعاون والاتحاد، ومد جسور التواصل مع بلدان العالم المختلفة ذات الثقافات والمرجعيات والتوجهات السياسية والاقتصادية شبه المستقلة، أو التي تتوق إلى الاستقلال وتتطلع لتحققه على أراضيها ولإنسانها بأي شكل من الأشكال، ومن ثم الخروج من عباءة القطب الواحد، أو حتى مغازلة القطبين واستئسادهم الدولي والتعامل معهما على طاولة الحوار الحر المتوازن والمتكافئ، بحثاً عن نقاط المصالح المشتركة التي تتحقق فيها الفائدة لكلا الطرفين، وتلبى من خلالها رغبات المتحاورين دون إجحاف أو انتقاص أو استغلال أو خداع ومواربة وتنصل وانحلال.
لقد حذر العقلاء من منظّري العولمة ومروّجيها والمدافعين عنها من التوسع في نشر الثقافة العالمية الواحدة التي تنعت «بالأمركة» ذات الحمولة السياسية والاقتصادية والسلوكية والثقافية البراجماتية الصرفة، وتنبئوا بميلاد اتحاد دولي للثقافات المهمّشة بحمولتها المختلفة، التي يراد لها أن تذوب في ظل المد الأمريكي الذي لانهاية له.. وجاء اليوم لتكون الرياض هي الحاضن لهذا المشروع العالمي الموحد الذي يريد للسلام العالمي أن ترفرف راياته في دول العالمين العربي والأمريكي الجنوبي، رغبة في ضمان وضع دول العالم المتقدم أمام الأمر الواقع المتمثل في التقاء عالمي واسع لهذه الدول الـ»33» العربية منها واللاتينية ذات المصالح المتقاطعة مع مجموعة 5+1 (الولايات المتحدة، روسيا، الصين، فرنسا، المملكة المتحدة، وألمانيا).
لقد قاد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز في عالمنا المعاصر بلادنا الغالية بعزم وحزم دولي وداخلي، جامعاً بين أمرين أساسين، كل منهما على قدر كبير من الأهمية، ألا وهما:
) قوة الكلمة: التي شهدها وشهد لها البيت الأبيض قبل غيره .
) كلمة القوة: التي أسمعت العالم بأسره، وأنصت لها الكل، وخاف منها وتوجس كل أفّاك أثيم خائن وغادر ومتعدٍّ ومعتدٍ.
ونحن شعب هذا الوطن المعطاء واجبنا ألا نكتفي بالتصفيق والفرح لما وصلت له بلادنا الغالية التي أضحت وجهة الساسة والاقتصاديين، فضلاً عن كونها من قبل ومن بعد قبلة المصلّين والحجاج والمعتمرين في أصقاع العالم بأسره، بل علينا مسئولية عظيمة في:
) الشكر والثناء لله عز وجل أن منّ علينا بعقيدة إسلامية وسطية صحيحة وخالدة إلى يوم الدين، ورزقنا في بلادنا الحرمين الشريفين مهبط الوحي المملكة العربية السعودية قادة أشاوس أفذاذ يضعون الأمور في نصابها، ويزنون المصالح والمفاسد التي تحيط بأوطاننا، ويعملون ليل نهار من أجل أمننا وسلامتنا وسعادتنا واستقرارنا.
) ثم الشكر والدعاء لهؤلاء القادة الذين جعلوا المواطن همهم، فسعوا جهدهم ليكون إنسان الوطن بمنأى عن كل ما يمر به العالم من صراعات وتحولات وهزات مدمرة وقاتلة.
) وعلى كل منا مسئولية مباشرة في حماية هذه الأرض المباركة والدفاع عنها، والعمل الجاد من أجل تنميتها وتقدمها واستقرارها حسب موقعه في خارطة الوطن الذي هو بقلوبنا في أي جزء كان نقطن فيه.
حفظ الله قادتنا، وحرس عقيدتنا، وحمى بلادنا، وأدام عزنا، وأعلى رايتنا، ونصر جندنا، ووحّد صفّنا، ودمت عزيزاً يا وطني، وإلى لقاء والسلام.