فهد بن جليد
العنوان أعلاه نشرته الزميلة (الرؤية الإماراتية) عندما نقلت عن إدارة الخدمة المجتمعية للأحوال الشخصية في دائرة محاكم رأس الخيمة، تحذيراً من « تمرّد الأزواج وخصوصاً النساء على الطرف الثاني، لمجرد إرادة التحرّر وإثبات الشخصية بعيداً عن قوامة الزوج، ما يتسبّب بالنزاعات الأسرية وأحياناً الطلاق» يبدو أن المشكلة في مجتمعاتنا الخليجية واحدة؟!
ربما أن التغيّر الاجتماعي الذي طرأ على مُجتمعاتنا، ويمرُ به الأزواج الجدد، نتيجة التطور الطبيعي للحياة العصرية التي نعيشها بكل مكوناتها، مع حصول المرأة على (مكانة جديدة)، تؤهلها للقيام بدور أكبر في المؤسسة الزوجية، مُختلف عمّا مارسته الأمهات والجدات في عصور سابقة - وهذا لا يعني التقليل من احترامنا لتضحياتهن ودورهن الكبير - إلا أن الأمر يتطلب مضاعفة الجهد التربوي، وجهود التوعية والتنشئة، لتأهيل طرفي هذه المؤسسة، للعيش (بشراكة حقيقة) تتوافق مع المتغيِّرات المتلاحقة لكل جيل، حتى لا يحدث الانفصال نتيجة الاختلاف في التطلعات والمفاهيم بين الشريكين، مع عدم فهم دور كل منهما!
الزوج الذكي، هو من سيجعل (الحرية) التي تتطلع لها زوجته بعد مُغادرتها لمنزل أبيها، متوافقة تماماً مع مصلحة أسرته، في أكثر من (مقال سابق) كتبت هنا أن الزوج هو من سيدفع ثمن تقييد حرية زوجته، وأعني هنا (الحرية المُنضبطة)، وضربتُ مثالاً بضياع (الأولاد)، وتعرض حقوقهم المالية (للطمع) من أقرب الناس بعد وفاة الزوج، لأن الزوجة ستكون (أرملة ضعيفة)، لا تستطيع تولي شؤونها وشؤون أطفالها، فالمرحوم (سي السيد)، كان ضرغاماً في حياته، ووحشاً كاسراً لا تُثنى له كلمة، بعكس الزوج الذي يدعم استقلال زوجته، ويمنحها حرية متوافقة مع المبادئ الصحيحة لديننا، وأخلاقنا.
أما الزوجة الذكية، فهي من ستحصل على كل ما تريد بالتوافق الذي يضمن الحفاظ على حياتها، وليس بالصدام الذي يستفز زوجها، فالرجل بطبعه وتكوينه الشخصي، يقنعه (أقل تنازل) ليشعر بمكانته، وقوامته التي أكرمه الله بها، فلا معنى للحرية دون زوج، ولا قيمة لها دون شريك!
العلماء يؤكِّدون أن وجود مساحة من الحرية للطرفين، يضمن استمرار السفينة، ويقيها أمواج الحياة، فكم من امرأة صرخت في وجه زوجها (أنا حُرَّة) فندمت؟ وكم من زوج (طلق زوجته) عندما طالبت بحق من حقوقها، فندم؟!
(هناء الحياة) وسعادتها، وحريتها الحقيقة، للأذكياء والصبورين والقنوعين فهم من يعيشون مع أطفالهم اليوم!
وعلى دروب الخير نلتقي.