(في رثاء منيرة بنت عمر بن عبدالله آل سليم - يرحمها الله)
شمس الحياة جميلة برحابها
وسريعة ببزوغها، وغيابها
نأتي عراة نرتمي في حضنها
ونظل نركض خلف ماء سرابها
هي مثل قاطرة بكل محطة
يمضي، ويصعد مجتب? ركابها
رحلت منيرة، وهي جد منيرة
بجمالها، وبعقلها، وشبابها
كانت تعاني من حروب دمرت
وطن العروبة، وهو سر عذابها
كانت تريد الناس أكثر طيبة
والأرض أطهر من دموع سحابها
والكون يزرع بالسلام حدوده
لا بالحروب، ونارها، وخرابها
والعدل يشرق في المنازل كلها
ويزيح ليل الظلم عن أبوابها
كانت تتوق إلى الحياة كجنة
والكائنات تشم من أطيابها
رحلت منيرة كالملاك مضيئة
وكدرة ملفوفة بإهابها
رحلت مغادرة بدون صغيرها
وسريرها، وعطورها، وثيابها
رحلت وما رحلت فكل صغيرة
وكبيرة - تبدو - تذكرنا بها
إنا نراها في مراياها، وفي
أوراقها وجهازها وكتابها
إنا نراها في حروف أبدعت
كلماتها، ومضت تودعنا بها
كانت تقول لنا: الوداع فرحلتي
أزفت، ونحن نجيبها بعتابها
حتى حملناها على أكتافنا
روحاً تطير، ودرة لترابها!
- حمد العسعوس الخالدي