عمر الغامدي
بسم الله وعلى بركة الله أبدأ أول مقالاتي في صحيفة الجزيرة وآمل أن أقدم شيئاً يرضي القراء ومحبي كرة القدم السعودية من خلال سلسلة هذه المقالات التي سأحكي فيها بعض من المقتطفات الهامة في حياتي الرياضية.
في البداية أشكر الصحيفة العملاقة وأشكر سعادة مدير تحرير الشئون الرياضية الأستاذ محمد العبدي على هذه الفكرة والمبادرة وأتمنى أن أكون عند حسن الظن.
لاشك أن كرة القدم بالنسبة لي لم تكن مجرد هواية فقط بل هي عشق واحتراف وتفاصيل كثيرة جداً.. أما بدايتي معها فقد كانت في الملاعب الترابية والمدارس وكنت ألعب في اليوم الواحد أحياناً ثلاث مباريات وأكثر ولم تكن تفوتني دورة حواري ولا بطولة مدرسية دون التواجد فيها.
وقد بدأت قصتي مع نادي الهلال منذ مرحلة الناشئين، حيث حضرت مع النجم السابق عبدالله الجمعان وأديت التدريبات لفترة ولكنني انقطعت بسبب المواصلات وهذه أحد أهم المشاكل التي تحرم أندية المملكة من الكثير من المواهب ففي جيلي من لاعبي الحواري عدد كبير من الموهوبين الذين لم يكن لديهم مواصلات وكان بإمكانهم اللعب في الهلال أو النصر أو الشباب أو الرياض بسهولة وكذلك الوصول للمنتخب ولكن يمنعهم عن ذلك عدم وجود المواصلات وكذلك عدم القدرة المالية لدفع مبلغ مالي لسيارات الأجرة للحضور للتدريب كل يوم.
التسجيل في الهلال
كان لشقيقي سعيد رأي آخر ورفض أن تكون المواصلات سبباً في عدم لعب كرة القدم وقد تنبأ لي بمستقبل كروي كبير وقال لي لابد أن تلعب للهلال، فالهلال لا يمكن أن يرفض أيّ لاعب موهوب، وأنت لديك الموهبة وستجد مكانك شاغراً في الزعيم، وحينها ذهب بي للنادي ولم تكن تلك الفترة مخصصة للمستجدين، بل حضرت في وقت غير مناسب للاعب مستجد، ولكن كانت ثقتي بنفسي كبيرة جداً ولم أشك ولو للحظة بأني لن أحظى بالقبول في الهلال، فبعد تدريبين أبدى المدرب قناعته بي وطالبني بالتسجيل.. وحضر لي إداري درجة الشباب عبدالله العثمان وقال نريد تسجيلك في النادي ولم أطلب ريالاً واحداً للعب للهلال، بل وقعت للنادي دون أيّ مبلغ رغم أن تلك الفترة كان الكثير يأخذ مبلغ مقابل التوقيع للنادي في الفئات السنية وقد لامني الكثير من الأصدقاء على ذلك ولكنني لم أكترث لكلامهم وكنت أعلم أنني متى ما اجتهدت فسأحصل على كل ما أريد بمستواي داخل الملعب وهو ما تحقق لاحقاً ولله الحمد.
وسجلت مع النادي في أول سنة لدرجة الشباب، وكان إداري الفريق آنذاك عبدالله العثمان، ومدير الفئات السنية هو فهد المصيبيح، ومدرب شباب الهلال هو البرازيلي كامبوس.. ولن أنسى ذلك اليوم الذي حضرت فيه للهلال عازماً على التسجيل فيه، فكان لديّ شعور غريب جداً وهو شعور بالتباهي والفخر بالتواجد في منشأة رياضية غير عادية، فاللعب بنادي الهلال زعيم آسيا أمر ليس بالسهل.. وهنا أود الحديث لاحقاً عن مواصفات اللاعب الهلالي.. ولكنني أعود وأقول بأن من نعم الله عليّ أن سجلت في الهلال ولم أذهب لغيره، لأن الزعيم جعل مني لاعباً متكاملاً؛ فالهلال يصقل المواهب، واللعب بجانب زملاء موهوبين يرفع من مستواك ويزيد من ثقتك بنفسك ويدفع بطموحك للأمام.