فهد بن جليد
هل تشجيع الهلال (تُهمة) يُعاقب عليها بعض أفراد المجتمع السعودي ؟ والمجتمعات العربية والخليجية ؟! لا أعرف لماذا يتضايق (الآخرون) عندما تقول لهم إن (ميولك زرقاء)، تماماً مثل السماء والبحر، وأنك ترى الزعيم فريقا عالميا، حتى لو كانوا يعتقدون أنها (صعبة قوية) بمفاهيمهم، رغم أنه تُوج مؤخراً بجائزة أفضل نادٍ في العالم للمسؤولية الاجتماعية!.
شاهدت مباراة الهلال والاتحاد الأخيرة (الكلاسيكو)، في أحد المقاهي الشعبية بدبي، عادة لا أحب حضور مباريات كرة القدم التي يكون الهلال طرفاً فيها، حفاظاً على السلم والطمأنينة، ولتسود روح الوفاق المكان، ولكن مع إلحاح بعض الأصدقاء الإماراتيين (الذين يتابعون الدوري السعودي) بشغف، ذهبت معهم إلى هناك!
ما لفت انتباهي هو (الحماس الكبير) الذي كان بادياً على وجوه الشباب الإماراتي، الذين اكتظ بهم (المكان) كون الهلال طرفاً في اللقاء، فقد بدأ الصراخ مبكراً، واحتدم النقاش وكأنك داخل ملعب الجوهرة بجدة، وكُله طبعاً (ضد الزعيم)، على طريقة (يا ريال اليماعه.. كله، شرات أهلي دبي) أي سيفعلون بهم مثلما فعل بهم (أهلي دبي)!.
بدأت المباراة ومع أول هدف اتحادي، شعرت أن الذي يجلس بجواري أصيب بشد في (العضلة الخلفية) من رقبته، وهو يصرخ (بطريقة هستيرية) ليس حباً في الاتحاد، ولكن نكاية في الهلال، ويلتفت علي ليقول لي: (شحالك)؟ هيه ياك العلم، وهاي هي أول رمسه!.
رسائل الجوال كانت تنهال هي الأخرى علي من أصدقائي العالميين مع كل هدف اتحادي ! لا أعرف لماذا يفرح مشجعوا الفرق الأخرى عندما يخسر الهلال؟ حتى لو لم يكن لهم (ناقة أو جمل) في القضية؟!.
الأمر مُحير؟ رغم أن جماهير الهلال في كل مكان، إلا أن من يغضبهم الهلال هم أيضاً في كل مكان، لا أحب الحديث عن الرياضة أو الكتابة عن كرة القدم، ولكنها (حاله اجتماعية) تستحق الطرح والنقاش، لماذا يُغضبهم الهلال؟ هل هذا بسبب جماهيريته الجارفة؟ أم بسبب عدد بطولاته؟ أم أنها أسباب نفسية؟!.
انتهت المباراة، ورغم الحزن لخسارة فريقك الذي تشجعه، إلا أنك تفخر (كسعودي) بأن الشعوب الشقيقة تترقب مباريات (دورينا)، سواءً اتفقوا أو اختلفوا مع ميولك؟!.
وعلى دروب الخير نلتقي.