الرياض - الجزيرة:
ناقشت أثنينية الذييب ضمن سلسلة الندوات التي يقيمها الأستاذ حمود الذييب، في منزله الكائن بمدينة الرياض، ندوة بعنوان الأثر الإعلامي وأثر المسلسلات التلفزيونية على المجتمع والأجيال المتعاقبة على الدراما السعودية، والتي أدارها الإعلامي الأستاذ مناحي الحصان.
وفي بداية الندوة تحدث الدكتور عبدالله ناصر الحمود، نائب رئيس الإذاعة والتلفزيون السابق، عن النظريات الإعلامية وبخاصة تلك التي ناقشت تأثير المادة الإعلامية على المتلقي، فيما استعرض الدكتور الحمود عدداً من النظريات التي تبنت فكرة وجود تأثير للإعلام على المتلقي الفرد والمجتمع على حد سواء، وهو ما كان يطلق عليه آن ذاك «الإعلام الطلقة» إشارة إلى تأثيره العميق في المجتمع وكافة أفراده، مشيراً إلى أن الرسالة الموجهة كانت موحَّدة وواضحة المعايير، مما يجعلها تصل بشكل مباشر وسهل للمتلقي، بينما كان هناك مضمون واحد، حيث يتم مخاطبة المتلقي من خلال القنوات الإعلامية في السابق، فإنه ومع تعدد المضامين والأفكار التي يقدمها الإعلام، أصبح من الصعب اعتبار اعتماد نفس نظرية التأثير، إذ إن الاختلاف في المضامين والأفكار المقدمة أتبعه اختلاف في الآراء أيضاً ومن هنا رأى الإعلاميون أن الإعلام بهذه الطريقة غير مؤثّر في المجتمع.
وانتقل الدكتور عبدالله الحمود إلى إعلام العصر الحديث، مبيّناً أنه يتسم التعقيد الشديد، نظراً لتعدد المصادر الإعلامية وتعدد المتلقي أيضاً، وأضاف: «هذا التعقيد بطبيعة الحال تسببه كثرة الفضائيات واختلاف توجهاتها من جهة، وكثرة الجمهور المتلقي أيضاً من جهة أخرى - وتابع قائلاً:» وبذلك أصبحت هناك نظرية تجزيئ الجمهور مع تخصيص وسائل إعلامية خاصة به، ليتم استهدافه وإيصال الرسالة الإعلامية له». ويقول الدكتور عبد الله الحمود: «اليوم، ولكي يمكن الادعاء بالوصول جيداً إلى الشريحة المستهدفة، أصبح من الضروري على الوسيلة الإعلامية تحديد الشريحة المطلوب استهدافها من الجمهور واختيار الوسيلة المثلى التي ستتبعها للوصول إليها بعناية ووعي شديدين».
وبالانتقال إلى تأثير الدراما على المجتمع، يرى الأستاذ محمد طلق، الذي يعمل بمجال الدراما التلفزيونية، أن الدراما كان لها أكبر الأثر في السابق على دعم وترسيخ العادات والتقاليد، إلا إن ذلك تغيّر مع مرور الوقت حتى بدأ الجمهور بالابتعاد عن الدارما الجادة والتوجه إلى الكوميديا والأعمال الخفيفة.
أما الأستاذ فهد الصالح، فتطرق إلى دور الإعلام في نشر ثقافة العمل الخيري، حيث يرى أن الدور الأساسي ليس للوسائل الإعلامية، وإنما للجهة الخيرية التي يتعيَّن عليها إيضاح رسالتها الخيرية والعمل على تفعيلها، معقباً بأنه: «كلما كانت الرسالة الخيرية واضحة ومباشرة كان من السهل على وسائل الإعلام خدمتها وتبنيها».