عبد الرحمن بن محمد السدحان
* كثيرة هي الأماني التي أنشدها لبلادي، وأتمناها له. وحين يبحر الخاطر في لجّة المنى لا يكاد يجد له مرسى ولا حدوداً، غير أنني سأقود شراعَ الخاطر بعقلانية، تنأى به عن التَّيه في بحر الأماني؛ كي لا يخرج منه بغُصّة القابض على الماء!
* * *
لقد اصطدت من بحر الأماني ما يأتي:
1) أتمنّى أن يعم الأمن والعدلُ والسلامُ كلَّ بقاع الأرض؛ ففي ذلك مصلحة كبرى لبلادي، تنعكس عليها أمناً ورخاء واستقراراً؛ لأن العالم من أقصاه إلى أقصاه بات قرية صغيرة، إذا اشتكى منها جزءٌ شَقِيتْ به أجزاء. ونحن جزء من هذه القرية؛ نتأثّر بها في السرّاء والضرّاء. وهناك في الزمن الراهن أكثر من شاهد على ذلك.
* * *
2) أتمنّى أن يمارس الشباب السعودي دوراً أكثر فاعلية، وأقوى التزاماً، وأقوم أداء إزاء فرص العمل المتاحة له في القطاع الخاص، دون مواصفات أو شروط مسبقة، يتعذّر تنفيذُها، وأن يقترنَ ذلك بمراجعة شاملة وعادلة وعاجلة من لدن الدولة لضوابط العمل وقواعده وأجُوره وحوافزه؛ لتصبح عناصرَ جذبٍ للشباب الراغب في الاستفادة من فرص العمل المشار إليها.
* * *
3) أتمنى تنشيط الصحوة الإدارية في بلادي على نحو شامل ودائم، نشهد من خلالها نهاية حاسمة لكثير من (الاختناقات) الإدارية، وظيفياً وإجرائياً وأداءً، وإعادة ترتيب (البيت الإداري العام) على أسس علمية وعقلانية، تصب نتائجها إيجاباً في مصلحة الوطن. ويحفلُ الميدان الآن بأمثلة مشجعة لهذه الصحوة الإدارية، يقودها ويفعّلها مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، بتوجيه سام كريم، ويُعاونه في ذلك العديد من الأجهزة الإدارية، لترجمة مبادرات الإصلاح الإداري الجديد إلى واقع واعد بكل ما هو جميل.
* * *
4) أتمنى توسيع دائرة الاستفادة من بنت بلادي، واستثمار طاقاتها ومواهبها ومؤهلاتها بما يخدم الوطنَ كله، مع عدم الإخلال بثوابت الحشمة والأخلاق.
* * *
5) أتمنى أن نشهد (انتفاضة) في البنية التربوية بيئة ومناهجَ وتأهيلاً أفضل للمعلمين والمعلمات تأصيلاً لمفهوم تربوي يعتمد على استيعاب العقل وتنميته، لا استنفار الذاكرة وحقْنها بمعلومات تنتهي صلاحية بعضها بعد حين!
* * *
6) أتمنى ترشيد قطاع الابتعاث إلى الخارج، شروطاً وممارسات وضوابط؛ لأن في ذلك مصلحة عاجلة وآجلة لتلقيح العقول الشابة بمعارفَ إنسانية نافعة، فلا يُبتعثُ سوى القادرِ على تحمُّلِ التبعات الذهنية والأخلاقية المترتبة عليه. أما العابثُون والعاجزون فمكانهم يُحْمَدُون!
* * *
7) أتمنى على قطاعنا الخاص تفعيلاً أكثر لشراكته مع الدولة في خدمة التنمية، مشروعات وأغراضاً، وأتمنّى على الدولة تذليل الصعاب وإزالة العقبات التي تحجب أو تحجّم مشاركة القطاع الخاص في التنمية، همًّا واهتماماً.