سليمان الجعيلان
في (31 مارس 2010) خسر فريق النصر السعودي إياب نصف نهائي بطولة الأندية الخليجية الـ( 25) من أمام الوصل الإماراتي في موقعة (زعبيل) الشهيرة، وتأهل نادي الوصل للمباراة النهائية. وعلى اثر تلك الخسارة المهينة تقدمت إدارة نادي النصر باحتجاج رسمي، طالبت فيه بسحب نتيجة المباراة بعد حادثة الاشتباك الذي حصل بين جماهير نادي الوصل من جهة والجهاز الطبي النصراوي ومشاركة بعض لاعبي النصر من جهة أخرى؛ فانتفض الاتحاد السعودي لكرة القدم بكل أسلحته وعتاده من خلال أمينه العام آنذاك فيصل العبدالهادي، الذي قام برحلات مكوكية بين الرياض والمنامة، وعقد اجتماعات مكثفة مع أعضاء اللجنة التنظيمية لكرة القدم بمجلس التعاون الخليجي لكسب أصواتهم لدعم موقف النادي السعودي، ونجح في النهاية بانتزاع إحالة القضية إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم لإصدار قراره النهائي حيال أحداث تلك المباراة، الذي لم يكن كافياً لإيقاف ومنع تهديدات القيادة الرياضية السعودية الرسمية بالانسحاب من بطولة الأندية الخليجية إن لم يكن قرار الفيفا في صالح نادي النصر، وهو ما حدث بالفعل عندما أعلن الفيفا تأييد قرار اللجنة المنظمة بتثبيت فوز نادي الوصل، وخروج النصر من البطولة؛ فضرب الاتحاد السعودي بكل أواصر الأخوة والمحبة والعلاقة الخليجية عرض الحائط، وأعلن منع مشاركات الأندية السعودية في بطولة الأندية الخليجية من أجل عيون النادي الأصفر (المدلل)، الذي سبق ووجد دعماً غير مسبوق من الاتحاد السعودي لفرض مشاركته في بطولة أندية العالم التجريبية عام (2000) كما جاء على لسان عضو شرف نادي النصر الأمير وليد بن بدر في صحيفة الجزيرة بتاريخ (26 مايو 1999)؛ إذ يقول الأمير وليد بن بدر الذي كان عضواً في الاتحاد الآسيوي في تلك الفترة ما نصه «إن (ترشيح) النصر للمشاركة في بطولة أندية العالم هو نصر كبير وعظيم لسياسة الاتحاد العربي السعودي لكرة القدم الذي يرأسه صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد، والذي أوصل الكرة السعودية للمحافل الدولية والعالمية وعلى الأصعدة كافة، كما أن للمتابعة الدائمة والمستمرة من لدن صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد نائب الرئيس العام نائب رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم الأثر الكبير في (ترشيح) النصر للمشاركة في هذه البطولة العالمية والمحفل التاريخي؛ إذ كان سموه دائم الاتصال بأعضاء الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، وأن (6) من الأعضاء صوتوالمشاركة النصر في بطولة أندية العالم التجريبية على حساب بطل (1999) فريق جابيليو الياباني». مع العلم بأن النصر كان بطل (1998) بعد تحقيق بطولة السوبر!!.. وبالمناسبة من ضمن التسهيلات العديدة لتيسير مشاركة النصر في البطولة الآسيوية تلك تم السماح لنادي النصر بالتعاقد مع اللاعب البلغاري ستويتشكوف للعب معه (مباراتي) السوبر الآسيوي تحت فقرة ومادة «يجوز للنصر ما لا يجوز لغيره»، وأعني بمفردة غيره في هذا المقال والمقام نادي الهلال الذي كان - وما زال - يعاني من تباين وتفاوت تعامل الاتحاد السعودي مع قضايا الأندية السعودية، التي كان آخرها موقفه المعيب والمخزي بترك نادي الهلال يكافح وينافح وحده في ملاحقة حقه القانوني في احتجاجه على مشاركة لاعب الأهلي الإماراتي أسامة السعيدي، وكذلك في وضع الهلال منفرداً في مواجهة اتحادَين، الأول الاتحاد القاري، والآخر الاتحاد الإماراتي الذي أثبت مسيروه أنهم على قدر المسؤولية في المحافظة على مصالح الأندية الإماراتية في قضيتي الوصل والأهلي الإماراتيين بالأفعال الصادقة، لا بالأقوال الخاوية والتغريدات والبيانات الفارغة. وأيضاً هو تأكيد على أن الاتحاد الإماراتي يتعامل مع قضايا الأندية الإماراتية بكل عدل وسواسية، ليس فيها محاباة أو تمييز أو تفرقة بين الأندية الإماراتية كما يحدث ويفعل الاتحاد السعودي في السابق وحتى الآن!!.. على كل حال، ما وقع في الأعوام السابقة من دعم ومساندة من الاتحاد السعودي لقضايا نادي النصر، وما حدث في الأيام الماضية من تخاذل وخذلان من الاتحاد السعودي في قضية احتجاج الهلال على مشاركة لاعب الأهلي الإماراتي أسامة السعيدي، ما هو إلا كشف حساب سريع عن المعاملة المتباينة التي كان - وما زال - يتعامل بها الاتحاد السعودي مع الأندية السعودية؛ والسبب ببساطة غياب العدل الذي هو أساس المساواة ورأس الإنصاف بين الأندية. وأزعم أنه بالإمكان تحقيقه لو وُجدت النوايا الحسنة، وتحصلت بقية الأندية على نفس الحظوة والعناية الخاصة التي يجدها نادي النصر دون غيره منذ سنوات طويلة!!
نقاط سريعة
- تدخُّل سمو ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في قضية مباراة منتخبنا السعودي والمنتخب الفلسطيني هو إنقاذ لسمعة الرياضة السعودية من فضيحة تاريخية، ونجاة من مشكلة كبيرة كادت تحدث للمنتخب السعودي في مشاركته الآسيوية والعالمية؛ لذا ألف شكر للأمير الشاب محمد بن سلمان.
- في الوقت الذي تسعى وتعمل فيه القيادة السياسية على استعادة قوة وهيبة كرة القدم السعودية ما زال الاتحاد السعودي بتصرفاته العشوائية وقراراته الهشة يهدر هيبة ومهابة المنتخب السعودي بإعادة اللاعبين المتجاوزين على أنظمة ولوائح المنتخب السعودي قبل انقضاء فترة عقوبتهما، وهما اللاعبان شايع شراحيلي وفهد المولد اللذان أتمنى لهما ولبقية زملائهما كل التوفيق في مباراة منتخبنا أمام منتخب فلسطين غداً الاثنين!!
- يحسب للهلاليين أنهم لم يتأثروا بالخروج الآسيوي، ولم ينشغلوا بالاحتجاج ضد الأهلي الإماراتي، وعادوا لانتزاع صدارة الدوري؛ لأنهم مؤمنون بأنهم ينتمون لفريق وُلد بطلاً، وعاش زعيماً، ولا يرضى بالهوان أو الضعف مهما بلغت قوة المؤامرات وقسوة الانكسارات!!
- للمعلومية، الإماراتي يوسف السركال كان من ضمن الأعضاء الستة الذين صوّتوا لمشاركة نادي النصر في بطولة أندية العالم التجريبية. وأعتقد ما حصل من دعم النادي الإماراتي من خلف الكواليس في قضية احتجاج الهلال على الأهلي الإماراتي هو مجرد رد دين..!!
- إبعاد الحكم صالح الهذلول عن مباراة نجران والأهلي الأسبوع الماضي بحجة وقوعه في أخطاء تحكيمية، يزعم النصراويون أنهم تضرروا منها في مباراة الشباب والنصر في كأس ولي العهد، هو امتداد لتحيز رئيس اللجنة عمر المهنا للنصر الواضح والفاضح، واستمرار لتباين تعامل عمر المهنا مع الأندية المتضررة من التحكيم!!
- المباريات والجوالات تمضي وما زال لاعب النصر نايف هزازي عاجزاً عن انتزاع مقعد أساسي في تشكيلة فريقه والمنتخب في ظل وجود وبروز زميله محمد السهلاوي!!