فهد بن جليد
في أمريكا التي ترفع لواء الحرية والانفتاح، بدأ العلماء هناك في طرح السؤال التالي على المجتمع: ماذا يفعل (المراهقون والمراهقات) في وسائل التواصل الاجتماعي؟ وكيف يقضون وقتهم؟ وبما سيتأثرون؟!.
هذا سؤال منطقي من - وجهة نظري - ويدل على صحوة أمريكية اليوم، حول إمكانية تأثر المراهقين بأفكار غير سوية، قد تجلب المتاعب للمجتمع، إذاً هو الحذر قبل وقوع المشكلة، الذي جعل السؤال مُبرراً في الثقافة الأمريكية، التي ترفض الرقابة الأسرية بالمجمل، بالمقابل هنا في مجتمعنا من يستكثر المُطالبة بمُتابعة وضبط سلوك أبنائنا،(كوعي أبوي) بضرورة معرفة المواقع التي يزورها أو يتصفحها (المراهقون) في المجتمع السعودي، هؤلاء يعتقدون أن الحرية تعني (إهمال الأبناء)، وعدم التدخل في خصوصيات (الشاب والشابة)، وأظن هناك فرق كبير بين قضية (الثقة المُتبادلة)، والحرص على التنشئة السوية؟!.
الدراسات الغربية تؤكد أنه خلال (الأربع سنوات) الماضية، زاد معدل الوقت الذي يقضيه الشبان في متابعة وسائل التواصل بمعدل 120دقيقة، ليقضي الإنسان نحو 9 ساعات - في المتوسط - بين متابعة وسائل الإعلام التقليدية، والاستمتاع ببرامجها من (أفلام، وموسيقى، وتسلية، تفاعل) بوسائل التواصل الاجتماعي الحديثة!.
إذا لم تتطور وسائل التواصل أكثر مما هي عليه الآن، ولم يزيد تعلق البشر بها، فإن العلماء يتوقعون أن يقضي الإنسان 30% من عمره (مُتسمراً) للتفاعل مع هذه التقنيات دون أي حراك، وفي صمت مُطبق، الباحثون في أمريكا يخشون من تحول حياة الصغار إلى (طفولة رقمية)، وهو المُصطلح الدارج في أروقة الجامعات، ومراكز الأبحاث، عند الحديث عن علاقة الأطفال بالتقنية، وتأثيراتها عليهم!.
الجدل القائم اليوم في الغرب، يمس قضايا جوهرية في العلاقات الأسرية، وتخوف من ضعف العلاقة الفطرية التي تربط الآباء والآمهات بالأطفال، إلى أدنى مستوياتها، نتيجة تحول حياة (الجيل الصاعد) إلى السلوك الرقمي، أو الحياة الرقمية، مما يُنبئ بمخاطر كبيرة!.
إذا كانت هذه مخاوف مجتمعات تبدو من وجهة نظرنا (مُتفككة أسرياً) في الأصل، فعلى أي مستوى يجب أن تكون مخاوفنا (كمجتمعات مترابطة) تتعرض لخطر ولادة (الطفل الرقمي)؟!.
وعلى دروب الخير نلتقي.