محمد المنيف
يقول المثل (المكتوب يُقرأ من عنوانه).. ويقال (قل لي ماذا تقرأ أقل لك من أنت).. وقيل (تعرف مدى إسراف بعض الأسر مما يقذفونه في برميل الزبالة أمام منازلهم).. وكلها تدل على طبيعة من تتعامل معه أو تتعامل مع إدارته أو مؤسسته. ما نعنيه اليوم هو ما يُرى ويصدم العين قبل العقل من الإهمال في كثير من مداخل مؤسسات حكومية أو خاصة، بعضها يكشف مستوى تدني النظافة؛ إذ نرى مخلفات المكاتب من كراسي وكنب تالف، أو صناديق خشبية، جُمعت فيها أوراق أو كتب، وغيرها، أو ما يتلف من أدوات كهربائية، كالطابعات أو الثلاجات، وكأن المكان مدخل عمارة يسكنها عمالة.
هذه المداخل لمؤسسات يزورها ويرتادها مستويات ونوعيات من الناس، من داخل المدينة أو خارجها، وأحياناً من خارج المملكة. كان الأجدى من المسؤولين فيها أن يجعلوها عنواناً لما يتم بداخلها من تعامل، إذا اعتبرنا واتفقنا على أن مداخل وممرات أي مؤسسة أو دائرة مبعث راحة وثقة بما سيتبع ذلك من استقبال راقٍ للمراجعين نتيجة انعكاس تلك المشاهد إن كانت جميلة أو قبيحة على عمل الموظفين، الذي بدوره ينعكس على نفوس ومشاعر المراجع أو الزائر. فكل مشهد يحتمل إما الإعجاب أو الإحساس بأن من يعمل في هذا الموقع مهملٌ في كل ما يحيط به.
إن المظهر الخارجي أو ما يواجه المراجع والزائر عند قدومه للمؤسسة أو الدائرة له من التأثير الشيء الكثير، بدءاً بالإعجاب، مروراً باحترام من يعمل من أعلى هرم المكان (مدير) إلى عامل النظافة؛ فجمال المبنى ونظافته عنوان لرقي أصحابه، وعلو وعيهم بأن مثل هذه الأمور المتمثلة بالاهتمام بجمال ونظافة مباني إداراتهم دليلٌ حضاري، وعنوان لمستوى اهتمام المسؤول بدائرته.
سألت أحد الموظفين في فرع لدائرة معنية بالنظافة وجمال الحي الذي تقع فيه عن الإهمال الذي بدا على الدائرة، وفي مدخلها وممراتها، وأين مديرها من هذا التشويه؟.. أجابني بابتسامة لا تخلو من التهكم قائلاً «المدير يخرج من باب آخر». تخيلت أنه أسوأ مما رأيت..
للأسف، نقولها بكل صراحة: تنقصنا الثقافة الجمالية، ويحتاج مثل هذه الفئة من المسؤولين إلى دورات مكثفة في علم الجمال وتأثير الاهتمام به في كل شيء..
سؤالي: هل منازل هؤلاء المسؤولين مثل دوائرهم الحكومية أو الخاصة.. جميلة كانت أو قبيحة؟ أجزم بالأولى للمتحضرين، وبالأخرى للمتخلفين.