أحمد محمد الطويان
فتح الملك الغالي سلمان قلبه قبل أن تُفتح أبواب الديوان الملكي في قصر اليمامة للمثقفين والكتاب والفنانين.. ففي القاعة الملكية الخضراء وجدنا الأب القريب من أبنائه العارف بشؤونهم، والمنفتح على التواصل المباشر دون حجّاب أو وسطاء، هذا هو سلمان في الإمارة والوزارة والديوان الملكي، الأقرب من مواطنيه بكل فئاتهم في مختلف المناطق.
أما في الثقافة والإعلام لمليكنا حضور واهتمام وقلّ أن تجد كاتباً أو مثقفاً لا يحمل في قلبه وعقله حكاية تؤكد تفاعل الملك سلمان مع ما يكتبه سواء في المناقشة أو التوضيح أو التأكيد، وعلاقته مع الكتاب والمثقفين تعود إلى الخمسينات الميلادية ويحظى بتقدير كبير عند المثقفين العرب الكبار.
سلمان الملك، المثقف، المؤرخ، الراعي للمثقفين والكتاب، والذي أعطى الصحافة السعودية مكانة ومساحة حرية واسعة، وفتح أبوابها ونوافذها، بمواقف كثيرة ومهمة تسجل في تاريخ الصحافة السعودية، والأقدر مني على سردها شيوخ المهنة الذين وجدوا في سلمان المثقف السند الداعم، والحريص على هوية هذا البلد والأمين على ثقافته.
حضرت الصحافة والثقافة وحضر الفن والإبداع، في مجلس الملك الأسبوع الماضي، وأكد حفظه الله على نهجه المستمر في صون هوية هذا الوطن، وربط أبنائه بالإرث الثقافي الثري، وحملت كلماته أيضاً رسائل تؤكد انفتاح مقامه الكريم على الرأي والرأي الآخر، وحرصه على فتح المساحات للتعبير عن الرأي، ولا يوجد أعظم من أن يقول ملك البلاد أمام مواطنيه «رحم الله من أهدى إلي عيوبي».
الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود سيسجل له التاريخ وفائه الكبير لنهج والده الملك المؤسس عبدالعزيز، ولما قام به إخوانه الملوك من قبله وهو حريص على ذكرهم في معظم خطبه، وسيسجل له نقل الإعلام السعودي إلى المعايير العالمية من خلال خطوات جادة تسير بها وزارة الثقافة والإعلام، هذا فيما يتعلق بالثقافة والإعلام، ولكن في الميادين الأخرى هناك نقلات إدارية وتنموية تُرسم خطوطها بثقة، لتكون السعودية في مكانها ومكانتها دوماً،، في مجلس الملك حضرت المملكة بكل مناطقها ومحافظاتها من خلال مثقفيها، وحرصت وزارة الثقافة والإعلام في كلمة وزيرها الدكتور عادل الطريفي بين يدي الملك على تأكيد وقوف المثقف السعودي خلف قيادته لمواجهة ما يتهدد أمن واستقرار وتنمية البلاد، وهو الدور الفاعل والهام والذي يمارسه إعلامنا بتطور مستمر.. ليس لقاءاً عابراً ولا مناسبة بروتكولية، بل لحظة تاريخية رسخت مبادئ العهد ورفعت شأن الإعلام ومنسوبيه وبيّنت مكانتهم المهمة ودورهم الوطني الفاعل.
السعودية في كل مرحلة تتعامل معها بما تستوجبه ظروفها وقضاياها، ولكنها لا تغير ثوابتها، ولا تبتعد عن مسلمات أصيلة، لذا هي تنظر إلى غدها بثقة، وتستذكر ماضيها بزهو، والمليك الغالي أعطى أهل الصحافة توجيهات من ذهب، ستضيء مسيرتهم وتنير طريقهم لخدمة وطنهم، وسيكون المستقبل بإذن الله مبهراً وفيه تتحقق الأمنيات الكبيرة.
أبواب قصر اليمامة مفتوحة، والقلوب منفتحة، والود لا ينتهي، وصفحة بيضاء فتحت ولن تغلق أبداً سيكتب فيها السعوديون ملكاً وحكومة وشعباً حكاية تنمية مستمرة، وديبلوماسية نشطة، وإعلام رصين، وأمن مستتب، وجيش باسل.