أحمد محمد الطويان
يعتقد المجرمون الدواعش أن ضرباتهم الإرهابية تضعفنا، وتهزنا، وتنهكنا كشعب وحكومة ورجال أمن، وهذا خطأ غير مستغرب عن جهلة مغرورين ومغرّر بهم.. أيها الدواعش ضرباتكم الغارقة بنتانة الفتنة تقوّينا، وتجعلنا أكثر كرهاً وأشد رفضاً لكم، وتجمع قلوبنا ودماءنا أكثر، ومن لا يعرف معاني الوحدة السعودية عليه أن يراجع فهمه، ويتعرّف علينا من جديد، فهو ليس منا مهما بلغ انتماؤه النظري، اللفظي، عديم القيمة والمزيف.
ومحاولة صياغة حالة «فتنة» بتفخيخ الأجساد واستهداف دور العبادة ستفشل أكثر وأكثر مع كل روح بريئة تزهق، وكل جسد يُجرح. يعرف السعوديون جيداً أن وطنهم ليس تراباً وماءً وحجراً وشجراً، وطنهم تاريخ من النضال، ولُحمة لا تتفكك ومصير واحد، وأي لعبة قذرة لن تنتج إلا إصراراً على تحقيق الأمن الكامل الشامل والمحافظة عليه ورعايته، فالسعوديون باختلاف مناطقهم يدركون جيداً أنهم يواجهون تحديات جسيمة تستلزم الوقفة الموحّدة والجادة في وجه تهديدات جهات تريد لهذا الوطن أن يتقهقر ويُقهر ويتفكك.
ابحثوا عن المستفيد قلتها مراراً وأكررها، ليس منطقياً أن تواجه دولة كل هذه التهديد والاستهداف ويكون أمراً طبيعياً يمر مرور الكرام على عقول ساذجة ربما أيّدت أو برّرت أو أوجدت عذراً وخفّفت جرائم المتطرفين، وخصوصاً السذّج غير المؤدلجين، هؤلاء العاطفيون ربما يغريهم الخطاب الحماسي للتنظيم المتطرف، وأقول لهم اعرف عدوك واعرف المستفيد من جرائمه قبل أن تكتب أو تعبّر عن الرأي الذي تتبناه.. نواجه هذا الاستهداف الإعلامي والعصاباتي والعسكري، ونحن أقوياء لم نهتز ولم نتضعضع، السبب باختصار أننا دولة لديها رجال يؤدون أدوارهم الصعبة والمضنية بإتقان ليعيش السعوديون بأمان واستقرار وتنمية مستمرة ومتنامية، وسياسة راسخة وتتحرك ديبلوماسيتها بنجاح في قيادة الإقليم نحو الاستقرار والخروج من النفق المظلم الذي تسير فيه المنطقة إلى نور لم ينطفئ علينا بالتحديد بفضل الله ثم بالقرارات السليمة التي تتخذ في الوقت المناسب.
راهنوا على اهتزاز هذه الدولة في فترات مختلفة من تاريخنا وتنبأ البعض في الماضي بأن مستقبلنا سيكون مظلماً، وسُحقت آمال المغرضين، فالبناء الراسخ لا تتلاعب به الرياح مهما كانت عاتية وشديدة.. لا خوف علينا من داعش وأخواتها، ولا من مؤامرات الدول واستخباراتها مهما بلغت حقارة أدواتها وأفعالها. هذا ليس كلاماً إنشائياً يعبّر فيه محب عن رأيه العاطفي، وليس خيالاً لا دلائل واقعية عليه، بل شواهد ما أقوله ويقوله غيري في هذا الخصوص عشناها ونعيشها.
بالأمس القريب استهدفوا القديح والدالوة والأحساء والدمام وأبها، والآن نجران، والسعودية واحدة وكل جرح ينزف هو جرح في كل بيت سعودي، ولا نتيجة واحدة إيجابية حققها هذا التنظيم المتطرف، والعمل الأمني المنظّم لقوات وزارة الداخلية باختلاف فروعها يبرع في المواجهة وتحقيق الانتصارات، والروح المعنوية مرتفعة، ويردد رجال الأمن مقولة أميرهم وقائدهم سمو ولي العهد وزير الداخلية «الرد في الميدان» والميدان شهد بسالة هؤلاء الرجال، وهم يتصدون للشرور باقتدار.
دور المجتمع مهم خصوصاً عندما يعي حقيقة ما يجري، بأن يواجه الخطاب المتطرف ويبلغ عن الإرهابيين، وأن تتعاون الأسر مع الأجهزة الأمنية، وتتبرأ من سلوكيات أبنائها المغرّر بهم عملياً بأن تمنع الضرر قبل أن يقع، وهذا الدور يحتاج إلى وعي وفهم وإدراك، خصوصاً عندما تعرف التعامل الجاد والأخلاقي لوزارة الداخلية مع مثل هذه البلاغات.
ضعف الدواعش أصبح واضحاً أكثر من أي وقت مضى، وقوة وحدتنا ظهرت في مواقف عديدة، ورجال سلمان وسيوفه يعملون من أجل وطن آمن ومستقر في كل وقت وعلى كل أرض سعودية.