د. محسن الشيخ آل حسان ">
وسط مؤشرات تشير إلى أن الحملة السعودية والعربية والعالمية على الإرهاب بأنواعه، ماضية في طريقها لتحقيق الأهداف الموضوعة لها لإزاحة المنظمات الإرهابية واجتثاث أوكارها. ووسط تأييد عربي ودولي لدور المملكة العربية السعودية في مكافحة الإرهاب والذي يزداد رسوخا يوما بعد يوم، ولكن يصبح السؤال: كيف نجفف ينابيع الإرهاب والذي يشكل نهاية لكابوس الخوف والرعب والتفخيخ والتفجير والقتل؟
يقول المحللون السياسيون:»إنها معركة ضمن معارك لابد من خوضها بكل سلاح نملكه وبكل عنصر من العناصر البشرية، وإن كانت المعركة الحالية ضد الإرهاب تخاض بقوة عسكرية فقط، إلا أن المعارك القادمة يجب أن يشارك فيها الجميع، الأطباء، المحامون، المدرسون، المهندسون، أساتذة وطلاب الجامعات من الجنسين، الرياضيون والفنانون، العلماء وأئمة المساجد والإعلاميون في جميع وسائلهم الإعلامية.
إن معركتنا ضد الإرهاب هي معركة تلعب فيها العوامل السياسية والاقتصادية والثقافية والإعلامية والتقنية والتعليمية الدور الرئيسي والهدف الأكبر منها: «تجفيف الينابيع التي يتدفق منها الإرهاب الحاقد على البشرية». لذا علينا جميعا نستعد لهذه المعركة والتي هي في صالح الجميع. من هنا لا بد أن نشير إلى الينابيع التي يترعرع في مستنقعاتها الإرهاب وهي:
1-التعليم: ومن المستحسن أن تبتعد سياسة التعليم في بلادنا عن الحشو والتلفيق ومساعدة خلق جيل يستطيع أن يسأل ويحاور ويقتنع بالمادة الدراسية التي ترسخ التفكير العلمي وتربط النتائج بأسبابها المنطقية وتقدم للبلاد عنصرها البشري المؤهل والمليء بالولاء والانتماء للدين ثم الوطن وولاة الأمر.
2-الإعلام وتنقيته ضمن سياسة ثقافية تسعى لاستئصال كل ماهو: طائفي-تعصبي-إقليمي-مناطقي وقبلي.
3-اختيار أئمة المساجد المعتدلين.
4-دور الأسرة المباشر في تعزيز ثقافة حب الوطن من الإيمان.
أخيرا، إن المعركة ضد الإرهاب سيكتب فيها النصر لنا جميعا بإذن الله!