حمد عبدالعزيز الحميد ">
الولايات المتحدة بلد الحضارات والثقافات المتعددة وهي أعظم وأقوى دولة في العالم سياسيا واقتصاديا وعسكريا، فمن الطبيعي أن يتابع العالم الشأن السياسي الأمريكي وانتخابات الرئاسة الأمريكية 2016م. ويعجبني موقف إيجابي غير مسبوق من السيدة هيلاري كلينتون للمسلمين في أمريكا، حيث قالت في تغريدة على حسابها الرسمي على تويتر «هل يمكن لمسلم أن يصبح رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية بكلمة واحدة «نعم الآن، لننتقل إلى موضوع آخر»، وأرفقت تغريدتها بمقتطف من المادة السادسة من الدستور الأمريكي يقول «ليس هناك امتحان ديني يطلب كمؤهل لتولي أي منصب رسمي أو مسؤولية عامة في الولايات المتحدة». لا شك أن هذه التغريدة فاجأت المجتمع الأمريكي، فالإسلام مثله مثل الديانات الأخرى في أمريكا يعبر عن عقيدة وعلاقة بين الإِنسان وخالقه، ولكن إدارة الدولة أمر آخر.
عندما أطلقت المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون حملتها الانتخابية لخوض سباق الرئاسة الأمريكية للعام 2016 من مدينة روزفلت أيلاند بولاية نيويورك، دعت الشعب الأمريكي إلى عصر جديد من الرخاء المشترك. وقالت إنها لا تترشح من أجل بعض الأمريكيين، ولكن من أجل مصلحة جميع الأمريكيين كلهم. السيدة هيلاري كلينتون كانت عضوة في مجلس الشيوخ السابقة عن ولاية نيويورك، ووزيرة الخارجية السابقة، وإذا ما انتخبت ستكون بذلك أول امرأة تتولى الرئاسة في الولايات المتحدة. السيدة هيلاري حاولت في أول خطاب رئيسي في حملتها الثانية أن تصور نفسها كمدافع شرس عن «أولئك الذين تركوا في الوراء بعد الركود»، وهيلاري تسعى للاستفادة من شخصية كبيرة وكاريزما زوجها بيل كلينتون ألا تركز حملتها على النخبة، فهي تقول «إن الازدهار لا يمكن أن يكون فقط لكبار المديرين التنفيذيين ومديري صناديق الديمقراطية، لا يمكن أن تكون فقط للمليارديرات والشركات»، مضيفة «الازدهار والديمقراطية هما جزء من صفقتكم الأساسية أيضاً. الآن حان الوقت، وقتكم، لتأمين المكاسب والتحرك للأمام».
بعد نجاح الرجل الأسود باراك أوباما في انتخابات الرئاسة الأمريكية لفترتين على التوالي، فمن الواقع أن يقع الدور على المرأة هذه المرة في الولايات المتحدة، ومن الممكن للمرشحة الديمقراطية هيلارى كلينتون أن تستأثر بعدد كبير من أصوات الناخبين من الإناث اللاتي عادة ما يفوق عددهن عدد الناخبين من الرجال، حيث كان عدد أصوات الإناث يفوق السبعين مليونا مقابل واحد وستين مليون صوت للناخبين من الرجال. هذا مؤشر واضح كفيل للمرشحة هيلاري في مواجهتها لمنافسيها من الرجال لأنّها أكثر المرشحين شهرة ولا تحتاج إلى تعريف أسوة بمنافسيها المرشحين الآخرين، ومن يتابع مرشحي الرئاسة الأمريكية يرى أن المرشحة هيلاري المتقدمة بفارق كبير في حزبها لأنّها الأكثر عقلانية والأقل إثارة للجدل من الحزب الجمهوري.
يقول الكاتب الأمريكي جيمس بيثوكوكيس في مقالته بمجلة «ذا ويك» الأمريكية: إن التعافي الاقتصادي الذي شهدته الولايات المتحدة في الآونة الأخيرة يجعل مرشحة الحزب الديمقراطي هي الأوفر حظاً في انتخابات الرئاسة الأمريكية المقبلة، لأن الإمكانية السياسية غير المرغوب فيها الآن من جانب أصحاب المطامع الجمهوريين الراغبين في الوصول إلى البيت الأبيض تتمثل في أن تحسن الاقتصاد الأمريكي يكفي لتصويت الناخبين لصالح الحزب الديمقراطي.
هناك جذب انتباه الطبقة المتوسطة للمرشحة هيلاري التي قالت عنها: «الطبقة الوسطى تحتاج إلى مزيد من النمو والمزيد من العدالة، فالنمو والعدالة يسيران جنبا إلى جنب. ولا يمكن تحقيق الرخاء الدائم بأحدهما فقط دون الآخر». وقد تعهدت بجعل الاقتصاد الأمريكي يعمل من أجل جميع الأمريكيين وليس فقط من أجل من هم في الأعلى، مؤكدة أن المقياس الحقيقي لنجاح أمريكا لا ينبغي أن يركز على ما يفعله من هم في الأعلى ولكن ما تفعله كافة الأسر الأمريكية. وأشارت إلى أن الرئيس الأمريكي الحالي باراك أوباما والرئيس الأسبق فرانك روزفلت وزوجها بيل كلينتون، تبنوا فكرة أن «الرخاء الحقيقي والدائم ينبغي أن يبنيه الجميع ويتقاسمه الجميع».
وقد أظهرت نتائج استطلاع للرأي أجرته صحيفة واشنطن بوست وشبكة ايه بي سي الفضائية أن 61 في المئة من الديموقراطيين قالوا إنهم سيصوتون للمرشحة هيلاري كلينتون في حال خوضها انتخابات الرئاسة الأمريكية عام 2016م بعد أن أعلن نائب الرئيس الأمريكي جون بايدن أنه لن يترشح إلى انتخابات الرئاسة لأسباب عائلية وذلك يعطي فرصة كبيرة للمرشحة هيلاري للفوز في انتخابات الرئاسة الأمريكية المقبلة. في تقديري أن السيدة هيلاري كلينتون سوف تصبح أول امرأة رئيسة في تاريخ الولايات المتحدة رغم أن سباق الرئاسة لن يكون سهلا وهي قادرة على ذلك.
طالب ماجستير - واشنطن دي سي