د. أحمد الفراج
أحسنت وزارة الثقافة والإعلام بتشريف كوكبة من رجال الثقافة والفن والإعلام بلقاء خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، في مجلسه بالديوان الملكي، وهو لقاء تم الترتيب له بعناية فائقة من قبل الوزير عادل الطريفي ورجاله في الوزارة، فقد كان التنظيم دقيقا، ومرتبا بشكل جميل، ولعل الوزارة أحسنت صنعا بأن تكون المجموعة المنتقاة تمثل مسمى الوزارة، أي أنها جمعت المثقفين والكتاب والإعلاميين والفنانين، كما كانت لفتة رائعة بأن تمت دعوة بعض الرواد في المجالات الثقافية والفنية والإعلامية، ولا يراودني شك بأن لكل واحد من المدعوين حكاية مع الملك سلمان، فقد عرف عنه التواصل مع هذه الشريحة منذ زمن طويل، إما للنقاش حول فكرة تم طرحها، أو لتصحيح معلومة تم التطرق لها، وإما للإشادة أو العتب بشأن ما تم تناوله، فقد اشتهر الملك بعلاقته مع الإعلام والإعلاميين داخل المملكة وخارجها.
عندما دلف خادم الحرمين إلى المجلس، وألقى التحية، كان يتفحص الوجوه، في مشهد يوحي بمعرفته بمعظم الحاضرين، وقد ألقى كلمة ارتجالية وموجزة، ركز فيها على المهم، وكانت مقولته: «رحم الله من أهدى إلي عيوبي « إيحاء بمساحة الحرية التي يتمتع بها الإعلام السعودي منذ فترة غير قصيرة، وهي الحرية التي قد لا يعرف المتابع السعودي مداها إلا بعد أن يقارنها بحرية الإعلام في دول مثيلة، فالحرية نسبية، ولا يوجد إعلام محايد أو منصف في أي دولة، بما في ذلك إعلام أعتى الديمقراطيات الغربية، وكل من يتابع الإعلام الأمريكي، منذ حرب الخليج الثانية، وخصوصا بعد أحداث سبتمبر، يدرك هذه الحقيقة الفاقعة، وللعلم فإن وسيلة التواصل الاجتماعي، تويتر، والتي يتمتع بها الشعب السعودي، دون أدنى تدخل حكومي من أي نوع، هي خدمة محجوبة في بعض البلدان، بما في ذلك بعض البلاد التي تعيرنا بقصور مساحة الحرية هنا!.
لم تكن هذه المرة الأولى التي أتشرف فيها بالسلام على الملك سلمان، فقد تشرفت بلقائه مرات عدة، في مكتبه بإمارة الرياض، وأثناء زياراته المتكررة لجامعة الملك سعود، أثناء عملي عميدا فيها، كما تشرفت بالترجمة له مرات أخرى، أثناء حضوره الاحتفالات الرسمية التي يقيمها سمو ولي العهد الراحل، الأمير سلطان بن عبدالعزيز- يرحمه الله-، وفي كل مرة تلمس حضوره وحرصه، وعمق ذاكرته، ولا أذكر أنني قابلت إعلامياً عربياً أو غربياً إلا ويسأل عن الملك سلمان، فقد كانت، ولا تزال له علاقة من نوع خاص بالإعلام، ولا أزال أذكر ما قاله لي دبلوماسي أمريكي، قبل فترة طويلة، من أن الملك سلمان (الأمير حينها)، هو الوجه الدبلوماسي للمملكة العربية السعودية، وكم كانت سعادة الزملاء غامرة بهذا اللقاء، إذ هو رسالة واضحة بأن المهام الجسيمة التي يتسنمها الملك سلمان حاليا لم ولن تقف حجر عثرة بينه وبين علاقته الخاصة بالثقافة والمثقفين والإعلام والإعلاميين، ويالها من رسالة تحفيزية كبيرة، فشكرا لملك البلاد، وشكرا لكل من رتب هذا اللقاء الجميل.