فهد الحوشاني
لا تلوموا السياسيين الإيرانيين والإعلام الإيراني ومصدري الثورة ومن دار في فلكهم وهم يغمسون سناراتهم في حادثة تدافع مشعر منى، لعلهم يصطادون ما يؤذون به المملكة وشعبها ويطمسون شمس الحقيقة بغربال الكذب! مستغلين تلك الحادثة في الترويج لأهدافهم السياسية التي لم تعد مستترة كما كانت سابقا، فجاهروا بالاتهامات التي لا تصدر من عاقل يفهم طبيعة الحج وزيادة الحجاج في كل عام ويعرف ان الحجاج يأتون من 200 دولة مختلفي اللغات والثقافات يتفاوتون في الوعي والقدرة على الالتزام بالأنظمة! هذا إذا استبعدنا ما يتحدث به الناس ووسائل التواصل الاجتماعي من أساليب ليست غريبة أو جديدة على الإيرانيين في محاولات سابقة للإساءة للحجاج والعبث بأمن الحج!!
لا تلوموهم، فحلم السيطرة على الدول العربية، يوازيه حلم آخر لا يقل أهمية عند الساسة الإيرانيين المستخدمين الدين مطية سياسية، ذلك الحلم القديم الذي ربما بدأ منذ سيطرة القرامطة على مكة عام 317 هـ وقتل ثلاثين ألف حاج ونقل الحجر الأسود! ان السيطرة على الحج أو على الأقل ان يكون لهم موضع قدم في التنظيم والإشراف مما يمكنهم من إضافة بعض الطقوس والمسيرات السياسية الغوغائية هو الحلم الذي يراودهم، ولو ذهبوا لأحد مفسري الأحلام لاختصر عليهم العناء لأنه سيقول لهم: إن ذلك هو بالضبط ما يمكن ان يطلق عليه (حلم إبليس بالجنة)!!
لا تلوموهم، فهم في كل عام يحاولون تغيير سمة الحج موجهين حجاجهم ورجال مخابراتهم بفعل ما يستطيعون من بث الغوغاء لكن المملكة تمنعهم، استنادا إلى أن الحج لا يحتاج فتاوى إيرانية تغير ما تعود عليه المسلمون وما جاءت به سنة الرسول. فكانت المملكة تعلن بحزم انها لن تسمح لأي طرف ان يفسد هذه الشعيرة.
لا تلوموهم، على ردود أفعالهم فالزعيق والصراخ والنواح عادة مكتسبة منذ مئات السنين عندما وضعوا لهم طقوسا ما أنزل الله بها من سلطان.
ولا تلوموهم، فالحج مناسبة يسيل له لعاب مصدر الثورة الإيرانية الذي لا يريد خدمة الحجاج حقيقة، لكن الحج منبر يتمكن من خلاله تلميع وجه الثورة البشع! الحج الذي يعرف المسلمون شعائره يريدون ان يفرغوه من معناه ليكون ميدانا للتظاهرات والشعارات والدجل والمسيرات والخزعبلات والضحك على البسطاء، في مثل جمعة القدس والتي لم نسمع يوما انهم قدموا للقدس وأهلها أي دعم!
لا تلوموا إيران التي وقفت المملكة لمخططاتها في لبنان ودعمت الجيش اللبناني والحكومة اللبنانية لمواجهة مليشيا شيطانية مستنبتة تحت شعار المقاومة فإذا هي الآن تشرب بنهم من دماء السوريين!
لا تلوموهم، فانكسارهم وخسارتهم في اليمن وإحباط مخططهم جعلهم يزيلون الرماد عن حقد دفين على المملكة التي تقف مع دول عربية أخرى في وجه مخططاتهم الاستعمارية.
لا تلوموهم، فتدخل المملكة السريع الذي جاء فعالا وناجعا لإنقاذ مملكة البحرين بعد أن كادت تصل للفم، بالتأكيد قد جعلهم يحقدون على المملكة وشعبها.
لا تلوموهم، فدعم المملكة ودول عربية للسوريين في ثورتهم للتحرر، استنزف الميزانية الإيرانية وجعلها تدخل بجيشها وخبرائها وتخسر الكثير من جنودها وقادتها عندما دخلت المستنقع السوري، وهاهي الآن من يتفاوض مع الجيش الحر فلم يعد للنظام السوري قدرة حتى على التفاوض.
لا تلوموهم.. فهوس السيطرة على العالم هو ما يسيطر على فكر الثورة (الإسلامية) التي هي في الحقيقة ثورة (فارسية) وتلك الثورة ستقضي على نفسها لأنّها ثورة استعمارية توسعية، ولأن الشعب الإيراني أصابه الملل بعد ان عانى طويلا من العوز والفقر ولاحقته السمعة السيئة لدولته المعتدية على كل من حولها، تعادي الشعوب وتصدر الشعارات الكاذبة.. الشعب يزداد فقرا بينما تزداد ثروات الملالي ورجال الدين والثورة، الذين يتحكمون بالثروة.
لا تلوموهم أبدا فالصراخ على قدر الألم.. وسيجدون بانتظارهم إذا استمرت سياستهم العدائية تجاه العرب الكثير مما يؤلم.. وبالتالي يستدعي الكثير من الصراخ والنواح.