الشاعر الكبير عبدالله بن علي بن صقيه شاعر تميم -رحمه الله- غني عن التعريف والإشادة، وهو من كبار الشعراء الشعبيين في المملكة العربية السعودية؛ قال عنه الأديب والشاعر محمد بن عبدالله المسيطير في مقدمة أحد دواوينه: (شعره غاية في النضج والتجارب والمعايشة والتصوير الإبداعي في شتى المناحي الشعرية، فلا تكاد تقرأ له قصيدة حتى تخرج منها بصورة من الحكم والتجارب والمعاناة المبرحَّة).
ولأن سلوك وعقيدة وتوجه أخلاق ومكارم المجتمع السعودي مستمدة من الدين الإسلامي، فقد تشبعت قصائد بعض كبار الشعراء بفحوى مصادر التشريع الإسلامي.. ومن هؤلاء الشعراء المتميزين الشاعر عبدالله بن صقيه -رحمه الله-؛ ومثال ذلك قوله في ذم الغيبة والأمر بحفظ اللسان المستمد من تحريم الله لها، قال الله تعالى: {وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ} (12) سورة الحجرات.
إذ يقول الشاعر ابن صقيه:
التحرّز من نجوس الخلق أمان
عش وحيدٍ في حياتك بانفراد
(مع منقّلة النمايم لا تعيش)
الوجيه السود خاربة العقاد
ابتعد عن كل شيءٍ فيه ريب
ولا تخن من وكّلك ملحٍ وزاد
ولا تجافي مستقيمٍ ما جفاك
فإن جفاك فجذ وصله لا تماد
إعرف إن الحي لو عمّر يموت
والحقوق إلا حشرنا تستعاد
ما صفت بقعا لسيد المرسلين
كل حينٍ جوّها حر وبراد
وعن الوفاء بالعهد وإنجاز الوعد قال الله تعالى: {وَأَوْفُواْ بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً} (34) سورة الإسراء.
وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ} (2 - 3) سورة الصف.
وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (آية المنافق ثلاث: إذا حدَّث كذب، وإذا أوعد أخلف، وإذا أؤتمن خان) متفق عليه.
ويقول الشاعر عبدالله بن صقيه، راصداً سلوكاً اجتماعياً دون أن يُشخصن أو يُشهِّر بأحد -رحمه الله-:
كل من عاهدك بالله بالعهد خاني
حسبك الله زمانٍ شيّب الراس حيفه
ومنها قوله:
عالمٍ تخدع العالم بلين اللساني
سوّد الله وجيه أهل الوجيه الكسيفه
وقوله:
جود بعض العرب ما غير هرج وتماني
ودّهم بالرجوله والرجوله كليفه
- محمد بن علي الطريف