سامى اليوسف
مصطلح الدولة العميقة نشأ في تركيا، ويعني في إحدى تعريفاته: «شبكة مصالح متشابكة ومترابطة لا يعرف أفرادها بعضهم بعضاً لكنهم يعملون لهدف مشترك وهو الدفاع عن مصالحهم وامتيازاتهم خارج إطار القانون والمجتمع والدولة، بمعنى آخر دولة داخل الدولة او دولة فوق الدولة».
طبقاً لعديد المقالات والدراسات والبحوث التي تزخر بها الشبكة العنكبوتية، ويمكنك الوصول إليها، فإن لهذه الشبكة 6 محاور أو أذرع أساسية: السياسي، المالي، التشريعي، القضائي، الإعلامي، والتنفيذي أو الأمني.
كل ذراع يتحرك باتجاه لتنفيذ أجندة معينة وصولاً لهدف واحد ومحدد. يقوم بالأدوار مختصون، وحتى نجوم أو مشاهير.
يقول عميد شئون الطلاب في جامعة الملك سعود الدكتور فهد القريني، نائب رئيس نادي الشباب السابق، وأحد الوجوه الرياضية والإعلامية المعروفة، في تغريدة له قبل أيام على حسابه الشخصي في «تويتر»: أعتقد أن هناك اتحاد عميق في اتحاد كرة القدم السعودية يتحكم في قرارته. هذا الملام لم يقله مشجع متسطح بآرائه، أو نظرته، وتحكمه ميوله، وانتصارات فريقه، بل صدر عن رجل قيادي بارز في قطاعي الشباب والرياضة والتعليم يدرك ما يقوله، ويعنيه تماماً.
ويذكر المستشار القانوني أحمد المحيميد في تصريحات إذاعية تعليقاً على عقوبة لاعبي المنتخب الثلاثة: الجهة التي أصدرت العقوبات على ثلاثي المنتخب ليست مخولة لإصدارها، أين مساءلة اللاعبين؟.. ثم يزيد: ماهي اختصاصات المكتب التنفيذي؟.. لا يوجد حتى ذكر لاسمه في لائحة النظام الأساسي لاتحاد الكرة!. ويطالب المستشار القانوني بقانون رياضي خاص، مشيراً في الوقت ذاته إلى وجود خلل في التأسيس القانوني للأنظمة.
رياضتنا، وكرتنا تدار بدون قوانين واضحة، مجرد لوائح يتم القفز عليها بعبارة وصفها الزميل الإعلامي سلطان المهوس في مقاله الأخير هنا في «الجزيرة» بـ» الخيانة المشروعة».
كل هذا يحدث وسط معمعة من الإخفاق المتكرر لمنتخباتنا، وفوضى إدارية تضرب الجذور لتهتز معها الأغصان، وتخر بعدها الشجرة التي كانت في يوم مورقة تسر الناظرين أرضاً هامدة بلا حراك، أو أمل بنجاتها من حاطبي الليل، وسماسرة الخشب وتجاره لتتحول الغابة الخضراء إلى صحراء جرداء.
من المستفيد من كل هذا؟.. ومن له مصلحة في تسويق الفوضى، والتعتيم عليها في ظل غياب نور الشفافية وبريقها، من يريد لرياضتنا ومعاملاتها أن تتأخر وهو جالس على كرسيه الوثير لا يحل ولا يربط، أو يحزم حقائب السياحة والسفر متنقلاً بين العواصم غير آبه برأي إعلامي وطني صادق، أو شكوى موظف طُرد من وظيفته وقطع رزقه دون وجه حق، أو يضع في أذنه عجين كي لا يسمع شكاوي ومعاناة الأندية ولاعبيها المحليين والأجانب من جور المسيرين محلياً، واتحاد القارة خارجياً وتحكيمه الذي ضرب ويضرب مكتسباتنا ويقتل طموحنا بدم بارد!؟.
راجعوا حساباتكم قبل أن لا تجدوا أنفسكم في عين عاصفة الحزم.. والنصيحة بجمل.
أخيراً:
تكميم الأفواه لا يعني إسكات الصوت..