سليم صالح الحريّص ">
** غرِّد كما تشاء وافرد أجنحتك في فضائك أنت... لا فضاء الآخرين... توتر كما يحلو لك... لكن لا تتجاوز حدود قدرتك على التغريد... غرد كما تريد ووفق ما تملك من مقدرات لكن لا تتجاوز خطوط قد توصلك لمواجهة الآخرين. وقد تصاب بنبال تغريدهم.... احذر... لكن إن وصلت ستستعصي عليك المقارعة وتثقلك الكثير من الأمور... ولم تعد بالقادر على إعادة طائرك إلى غصنه أو وكنه.
** من يغرد عليه أن يملك الرؤية والمشروع والفكرة والفكر والوضوح. لا أن يتمترس وراء فكره وبدافع شخصي محض أو وراء أجندة تتخفى وراء لوحة المصلحة العامة. أو لشيء آني أو مصلحي قصير الأجل أو لاختلاف في الرأي والرؤيا أو لتقاطع نتج عنه أن أدار كل واحد ظهره للآخر.... ووقف كل منهما متخندقا وراء فكره وتشبثه به.... قد يكون مصيبا وقد يكون عكس ذلك.
** ان تغرد قدم لي ما أجد فيه نفعا واثراءا... اعطني وجهة نظر ايجابية ومعالجة منطقية وواقعية أو فكرة نافعة أو رأيا صائبا... حين إذن اقدرها حتى ولو لم آخذ بها لسبب أو مبرر أو لأي أمر آخر. احترمك حين المس صدق النوايا والأهداف. أقدرك حين تضع لي النقاط على الحروف بلا مواربة وبصدق وتواجه الأشياء وتُسمي الأمور بأسمائها....
** حين تثري الفكر والرأي وتقدم طرحا جميلا ونضجا في الرأي بعيدا عن الشخصنة والأهواء والتجرد من كل هوى.... أقف احتراما لك وأثني لك وعليك. حين ألمس أن في طرحك المعمق ثراء.. وفي وجهة نظرك بعداً وشمولية فلما لا أقدرها وأعمل على تحقيقها... الأعمال هي نتاج الأفكار والآراء. والنجاح لا يحققه رأي الفرد وعمله الانفرادي ولا إقصائه للأفكار النيرة سيمنحه وسام التميز... ولا تهميشه للآخرين سيكسبه تفردا ولا استحواذه على كل شاردة وواردة وتجييره لنفسه كل نجاح لم يصنعه...
**العمل الجمعي بالتأكيد يحقق ما يعجز عنه العمل الفردي.. يكون هناك نجاح والنجاح لا يجيّر لفرد حتى يلبس عباءة التفرد وينتشي ويباهي ويتباهى ويفرد ريشه كالطاووس المنتشي.... أبداً...
** قادني إلى ذلك مهرجان كاف بالقريات والذي أخذ بُعداً وحضوراً... أوجد للقريات مكاناً على خارطة مهرجانات مناطق المملكة بغض النظر عن إخفاقاته إن كان هناك من إخفاق حسب رؤية الآخرين وقناعاتهم ووفق رأي رواده ومرتاديه أو من نجاحات نالها بغض النظر عن كل هذا... نقول:
**.... مهرجان كاف.... وجد لكي يبقى... وسيستمر... ويكبر... وينضج..
** حقيقة.. المهرجان قد أعاد للمكان حضوره وزهوه وأيقظ التاريخ من غفوته وبث الحياة في جنبات القرية... نسخ عدة لهذا المهرجان والتي وجدت لها أصداء واسعة وحضور شكل محفزا للحضور كل عام بتجدد الفعاليات وتعدد المناشط والبرامج..... قد يقول قائل إن برامجه أو فعالياته ناقص هاو مكررة ومستهلكة أو غير ذات جدوى أو رتيبة او....او...نعم... لن يكون هناك عمل لا يشوبه نقص أو أخطاء ولن يأتي عمل متكامل بأي حال من الأحوال.... خصوصاً إن كان القرار منفرداً أو استفراداً بالقرار وتفردا بالرأي وعدم الأخذ بآراء الآخرين.... فبالتأكيد سيكون نتاج ذلك ضبابية أو موجة غبارية تحجب الرؤية وتواري أمور تتخفى وراء الكواليس لكن وعلى كل حال فإن المهرجان وفي سنواته الماضية كان الحاضر والمحتفى به والمبتهج بولادته إذ وجد دعماً وإسناداً وعملاً تطوعياً من الكل وحضور لافت وتغطية من إعلام إلكتروني وورقي وحضور جماهيري جميل ومتابعة لكل صغيرة وكبيرة في فعالياته.... فما الذي بدل الحال ؟؟؟
** قادني للحديث عن هذا المهرجان... دعوة البعض من المتوترين، ومن حق كل إنسان أن يبدي وجهة نظره التي يرى صوابها... لكن أن تخرج هذه الدعوة وبشكل لا يحمل أي مبرر مقنع أو مسوغ يشفع للداعي فإن الدعوة حين تتفحصها وتتمعن بها فإن ذلك يشي بأن وراءها ما وراءها... كنت ابحث عن مسوغ مقنع أو رأي أو ملاحظات ذات هدف نبيل وسامي... أو نقد موضوعي للمهرجان بفعالياته ومناشطه أو برامجه أو عن هويته. لكنني لم أجد إلا شيئاً واحداً وكان مطية لهذا إلا وهو المكان...موقع المهرجان.
( كاف ) وكأن ( كاف ) الحاضرة الغائبة هي الغاية... أهي (... المعيبة بحق المهرجان ومنتقصته ) وهنا يكمن السؤال وتنتصب خلفه كثير من علامات الاستفهام... لماذا كاف ؟؟؟ واسأل ما الهدف من هذه الشحنة الهجومية والانتقاص من المكان وشحن الآخرين كي يقتفوا الأثر في الهجوم الغير مبرر.. لا أسيء الظن بأحد ولا اشكك بمخلوق ولا بفرد بعينه لكنني أقف حائراً أمام الهدف والهدف تحديدا..... كاف ليست نكرة ومن يتجاهلها أو يحاول طمس الحقائق يبقى ذو توجه لا يوافق عليه أحد إلا من لبس لباسهم وتعامى للوصول للمبتغى وهو ليس خفي على الجميع.... قد تكون هناك أخطاء نعم وقد يكون هناك نقص بالتأكيد أما أن تتستر الحملة وراء أن كاف قرية مهجورة وان مهرجانها لا يعنيهم والقرية لا تعني لهم شيئاً فهي بالتأكيد لا تعنيهم ولا يعرفونها ولا يلمون بإرثها وقيمتها التاريخية. ومن يقول هذا الكلام الجاهل المتجاهل بتاريخ منطقته فهو بالتأكيد لم تتفتح مداركه ولا تشكل وعيه ولا عرف ما هي منطقته....نقول للبلدية سيروا... أوجدتم مهرجان كاف وعليكم تبعات إكماله حتى يستقيم ولا تلتفتون للمعيقين والمحبطين. النجاح يتحقق والخطوة تتبعها خطى والدرب طويل والعثرات لن تعيق الجادين عن الوصول للهدف.....