النوري التميمي ">
الوطن هو العزة والهوية التي نباهي بها على أرضه نعيش بأمن وأمان، وبخيراته ننعم وفيه نشعر بالأمن والأمان والاستقرار، ولكل مواطن منا حقوق يحصل عليها وعليه واجبات ملزم بها، فنحن حين نقصر في حب الوطن نكون قد قصرنا في واجباتنا تجاه وطننا العزيز.
حب الوطن هو أهم أعظم شيء في الوجود لا بد أن نغرسه في أنفسنا وأطفالنا من الصغر، نعلمهم كيف يحبوه ويضحوا من أجله ويدافعوا عنه، لأن الوطن هو الأرض التي نبتنا فيها وترعرعنا ونهلها من خيراته فوق ثراه الطاهر والسماء التي أظلتنا، وهواؤه الذي نتنفسه وماؤه الذي شربناه وخيره الذي طعمناه.
وتمتاز المملكة العربية السعودية عن غيرها من بلدان العالم، أن بها ولاة أمر يخافون الله تعالى ويطبقون شرعه ولا يفرق بينهم وبين رعيتهم وشعبهم أي فارق، بل إنهم جزء لا يتجزأ من شعبهم يفرحون لشعبهم ويبذلون جهدهم ووقتهم لدرء المخاطر التي تحيط بالوطن والشعب، بكل ما يستطيعون بذله منذ التأسيس على يد البطل الموحد الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن رفع الله منزلته في الجنة، إلى هذا العهد الميمون بقيادة ملك الحزم والعزم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز أمده الله بالصحة والعافية والتوفيق.
نحن في المملكة العربية السعودية التي شرّفها الله بملوك أجلاء جهابذة أدوا رسالتهم الخالدة، سيراً على نهج وطريق والدهم مؤسس المملكة العربية السعودية رحمهم الله جميعا، لم يتركوا هذه الدنيا الزائلة إلا وقد حققوا للوطن والمواطن كل ما في وسعهم من الأمن والأمان، وفضاء الحرية التي منحت للمواطن كرامة العيش ورغده والعلم والمعرفة والتمسك بأمور ديننا الحنيف والبعد عن الغلو والتطرف، والدأب على نشر رسالة الإسلام الخالدة التي تبعث للتسامح ونشر المحبة والتعايش الكريم للجميع.
وقد أنجبت مملكتنا العديد من جهابذة الرجال ودهاتهم في العلم والسياسة ومعاركة الأمور منذ انفتحت مملكتنا على العالم الخارجي، وبروز العديد من الشخصيات السعودية المؤثرة في القرار الدولي من أ صحاب الجلالة ملوكنا وأصحاب السمو الملكي الأمراء، الذين تولوا مناصب حساسة في الدولة سواء حكم هذه البلاد أو في الشئون الخارجية، ولن أذكر أسماءهم رحم الله من رحل منهم، وأمد الله بالصحة من لا يزالون بيننا ننهل من خبراتهم وحنكتهم وخبراتهم على مر السنين، مما أكسب المملكة العربية السعودية مكانة عالية ومهمة بين دول العالم.
وها هو التاريخ يعيد نفسه وتنجب مملكتنا العربية السعودية صقراً من صقور سلمان بن عبد العزيز وحفيداً من أحفاد صقر الجزيرة، ليتولى المهام الجسام ويجد نفسه بين ليلة وضحاها وجهاً لوجه مع كبار قادة العالم، يفاوضهم ويتفاوض معهم بكل حكمة واقتدار، وبكل حنكة اكتسبها من رجل حكم وعدل وحزم وعزم يراقب الله سراً وعلانية.
نعم إنه الأمير الشاب محمد بن سلمان بن عبد العزيز، الذي كلفه والده الذي أحسن تنشئته بمهام جسيمة ودقيقة وحساسة استطاع ورغم صغر سنه، تغيير المواقف العالمية تجاه قضايا الأمتين العربية والإسلامية، وأصبح لحضوره واجتماعاته القرارات المرتقبة عالمياً وما تثمر عنه زياراته واجتماعاته مع صناع القرار الدولي.
إن أي مواطن سعودي أصيل يحق له التباهي والتفاخر أن هذا الأمير الفذ الذكي لم يأت من فراغ ولم يصب بالصدفة، إنما جاءت من نشأة هذا الأمير الشاب وقربه الشديد من والده والد الجميع قائدنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - حفظه الله - كيف لا وهو حفيد المؤسس الملك عبد العزيز - طيّب الله ثراه -، وله من حنكة ودهاء وسياسة عمه الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود - رحمه الله تعالى -.
هنيئاً لنا شعب المملكة العربية السعودية بولاة أمرنا وهنيئاً لنا أن نفخر بهم ونتباهى، وهنيئاً لنا وللسياسة السعودية بصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد، الذي لم يتم اختياره من فراغ إنما لوجود التأهيل السياسي الذي يتمتع به وفقه الله.
إن قيادة الأمير محمد بن سلمان للقوات المسلحة كونه وزيراً للدفاع، فهناك مؤشرات ودلالات واضحة بأن الجيش العربي السعودي مقبل على نقلة نوعية مميزة ومتميزة من جميع النواحي الفنية والتقنية الحديثة.
إن خبرات الرجال لا تقاس بعمر معين أو تخصص معين وإنما تقاس بالفطنة والدهاء وسرعة البديهة وذكاء الحوار وسياسة الحوار.
وطننا لله الحمد في أيدٍ أمينة ويجب علينا أن نحافظ عليه بالدفع عنه وقت الخطر وحمايته من كيد الأعادي والوقوف خلف قيادتنا وولاة أمورنا.
ففي وقت السلم أعمل مخلصاً جاهداً لرفع شأن بلدي عالياً وفي الحرب نهب للدفاع عن وطننا ونقدم أرواحنا فداء له.
حقاً صدق الذي قال إن «حب الوطن عبادة» وقال أمير الشعراء أحمد شوقي:
وطني لو شغلت بالخلد عنه
نازعتني إليه في الخلد نفسي
حب الوطن والالتصاق به والإحساس بالانتماء إليه شعور فطري غريزي يعم الكائنات الحية ويستوي فيه جميع المخلوقات.
فكما أن الإنسان يحب وطنه ويألف العيش فيه ويحن إليه متى بعد عنه، فإن باقي المخلوقات هي أيضاً تألف أماكن عيشها ومقارها، ومهما هاجرت عن أوطانها خلال بعض فصول العام هي ما تلبث أن تعود مشتاقة إليها.
ولأن حب الإنسان لوطنه فطرة مزروعة فيه، فإنه ليس من الضروري أن يكون الوطن جنة مفعمة بالجمال الطبيعي تتشابك فيها الأشجار، وتمتد على أرضها المساحات الخضراء وتتفجر في جنباتها ينابيع الماء كي يحبه أبناؤه ويتشبثوا به، فقد يكون الوطن جافاً جرداء أرضه، قاسياً مناخه، تلهب أديمه أشعة الشمس الحارقة، وتزكم الأنوف هبات غباره المتصاعدة وتحرق الوجوه لفحات هجيره المتقدة، رغم كل هذا يظل في عيون أبنائه حبيباً وعزيزاً وغالياً مهما قسا ومهما ساء.
هذه مقارنة بسيطة لمن باعوا أنفسهم وتنكروا لوطنهم وتوعدوه بالويل والحروب، وبين أمير شاب مقبل على الدنيا نذر نفسه لخدمة دينه ووطنه ومليكه، وشهد له الكثير ممن هم حوله من رجال العلم والدين بصلاحه واستقامته.
إن الحب لأي أحد أو أي شيء لا يكفي فيه أن يكون مكنوناً داخل الصدر، ولا بد من الإفصاح عنه ليس بالعبارات وحدها وإنما بالفعل، وذلك كي يعرف المحبوب مكانته ومقدار الحب المكنون له.
حفظ الله خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمير محمد بن نايف وولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان نصرة وعزة للإسلام والمسلمين.
- سدير